منتديات أسلام العرب
الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية SIx70218
منتديات أسلام العرب
الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية SIx70218
منتديات أسلام العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية 3129fd1

 

 الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
| | الادارة | |
| | الادارة | |



ذكر عدد المساهمات : 1251
نقاط : 125543
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/08/2008
الموقع : www.islam4arab.ahlamontada.net

الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية Empty
مُساهمةموضوع: الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية   الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية Icon_minitime1الخميس يوليو 23, 2009 8:51 am

منذ عام أو أكثر بدأ، وما زال، صراع شرس بين شباب سعودي وآخر مصري، وشهدت شبكة الإنترنت صدى هذا الصراع، فحركته بين أخذ ورد، وعمقته على شكل تخاصم، وتشابك، وتقاتل بالشتائم والسباب.. حمى هذا الصراع انتقلت للهواتف الخلوية عبر البلوتوث، وعموم وسائل الميديا الجديدة وفي أكثر من دولة عربية.
غناء "الهيب هوب" هذه المرة كان بمثابة المرآة التي عكست وقدمت هذا الصراع على طبق من صراحة مليئة بقلة الأدب التي تتجاوز قيم المجتمع وعاداته وذوقه العام، فبدا وكأن هؤلاء الشباب، وإن كانوا ثلة قليلة أنتجت هذا التخاصم، غير أن هناك غالبية تستهلكه على الشبكة، وتتعصب وتتحزب له، وتنخرط في دهاليزه، وهو ما يكسبه حضورا وأهمية.

تهميش إعلامي

هذا التقاتل بالكلمات وعلى أنغام موسيقى "الهيب هوب" لم ينل ما يستحق من الجدل والنقاش الهادئ، كما غاب عن كثير من وسائل الإعلام العربية على اختلاف أنواعها، إلا ما ندر، رغم أنه يمتد وينال مساحات أكبر، ويستهلك قطاعات عريضة من الشباب العربي تتجاوز شباب الدولتين المشاركين فيه، وصولا إلى شباب دول عربية أخرى يتحزب ويتخندق له، عبر توافره على أكثر المواقع شعبية على شبكة الإنترنت.

قد يكون سبب هذا التجاهل عائدا إلى جبن وسائل الإعلام العربية، وعدم رغبتها في إثارة موضوع يمس أكبر دولتين عربيتين مثلا، أو إلى طبيعة المعركة الكلامية ذاتها، والتي تجاوزت مجرد معركة كلامية تقليدية يتبارى أطرافها في تحويل أقذع الكلمات وأشدها إهانة وخدشا للحياء إلى أغاني، إضافة إلى استخدام كلمات وألفاظ عنصرية ونابية سيتعوذ كثيرون منا عند سماعها، وهي بمقدار ما تخدش الحياء فإنها تهين السامع، وبالتالي آثرت هذه الوسائط الصمت والسكوت.

ورغم هذا التهميش والصمت إلا أن الظاهرة ما زالت تنتشر وتتفشى، فالتناسي لم يفقد المعركة زخمها ولا حضورها، بل جعل أبطالها يتسيدون ساحات خلقوها لأنفسهم، ويقودون معارك تؤسس لقتال وهمي يصدر أزماتهم لغيرهم، ويعبر عن حالة عامة من النزق تجاه شئون حياتهم، وإلى صور نمطية يختزلها الشباب السعودي عن الشعب المصري والعكس أيضا، وهو ما يمكن أن ينسحب على غالبية الشعوب العربية.

وربما يعود أحد أسباب غض الطرف عدم الاعتراف بفن الراب والهيب هوب، ولا بالمؤمنين به، أو الملتفين حوله والمكتشفين أنه معبر عنهم وعن جيلهم، وهذا متوقع؛ فالهيب هوب -الفن الغنائي الذي دخل المنطقة العربية بطرق مختلفة وبتفاوت زمني بين دولة وأخرى- لم ينل اعترافا رسميا، أو حتى جماهيريا رغم الزخم الذي يحضر فيه على شبكة الإنترنت.

أصل الحكاية

بداية، يجب أن نعترف أن لا أصل للحكاية؛ لكون الصراع الشعبي العربي - العربي حاضرا دوما دون أن يناله نقاش أو بحث، وأسبابه كثيرة منها السياسي، والاقتصادي، والجهل، وعدم المعرفة الحقة... إلخ، بل إن العلاقات السياسية والدبلوماسية العربية دوما ما عملت على تغذيته عبر استخدام لغة المجاملة والعلاقات الطيبة والأخوية، وبالتالي وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

وإن قلنا إنه لا أصل للحكاية لامتدادها عبر عشرات السنين بفعل تهميش العلاقات الثقافية والشعبية العربية، إلا أن هناك من أخرج هذا الصراع إلى العلن، وتحديدا عندما قدم فريق "وكر العصفور" السعودي أغنية يشتم بمقتضاها مصر والمصريين، وعلى أثرها رد أكثر من 13 فريقا مصريا بأغان تشتم السعودية والسعوديين.

وهنا لا يمكننا استعراض نماذج من الشتائم التي جاءت في أغاني الطرفين؛ لحرصنا على مشاعر القراء، لكن الأمر لم يخل من حسنة؛ حيث ظهرت فرق قدمت أغان رفضت هذا المنطق في التعاطي مع خلافاتنا ومشاكلنا، ومنها: فريقا "أسفلت" و"زيرو" المصريان.

"وكر العصفور" والفرق المصرية الكثيرة التي تصدت له لم تكن هي الحالة الوحيدة، بل الأمر تعدى ذلك ونال صراعات داخل الدولة الواحدة، كما حدث مع الفنان "كلاش" السعودي الذي سجن ثلاثة أشهر لتضمن أغانيه عبارات عنصرية ضد عائلات ومناطق سعودية، إضافة إلى وجود مجموعة من أغاني الشتم والسباب، ومنها أغنية لفريق سوداني يشتم فيها كل الزعماء العرب، ويهاجم سياساتهم بأقذع الشتائم والعبارات، ونماذج أخرى كثيرة لا يمكن حصرها.

ونحن هنا نسلط الضوء على هذه الظاهرة لأسباب كثيرة منها: اعتقادنا التام أن فن "الهيب هوب"، والذي مهما اختلفنا معه وحوله فإننا نؤمن أنه فن هادف ويحمل قضية، ويسعى لتوصيل رسالة، وإن جاءت بعض تطبيقاته على الشكل الذي نتحدث عنه هذه المرة، ولأن الأمر هنا تعدى ظاهرة الغناء ذاتها إلى الحالة التي عكسها، وتعدى أن يكون معبرا عن نظرة ضيقة لدى مجموعة من الشباب العربي لبعضهم البعض؛ حيث يُستهلك بشكل يومي معمقا الفهم الخاطئ والصور النمطية والانطباعية تجاه الشعوب العربية.

عن الفن ومؤيديه

ربما التوقف عند الفن ذاته، والفنان الذي يغني هذا النوع الغنائي سيجعلنا نفهم جزءا من هذه الظاهرة الغنائية الجديدة القائمة على الصراحة المطلقة، والبعيدة كليا عن قاموس اللغة الدبلوماسية، فالرابر (نسبة إلى غناء الراب) هو شخصية مختلفة، لديه قضية أو مجموعة قضايا يناضل من أجلها، والفن الذي يقدمه يتجاوز كونه وسيلة تعبير إلى كونه أسلوب حياة أيضا، ويتعدى كونه موسيقى وملابس مميزة وغير تقليدية، وهو مُغن يسعى إلى تكريس حرية لا سقف لها في التعبير، تعتمد المباشرة الفجة أحيانا، والبعيدة عن أي تزويق أو مجاملة، ولغة الشارع التي يحكي الفنان من خلالها قصصا نابعة من حياته الخاصة، والتي تعكس نزقه وضيقه، والرغبة في التحلل من كل ما يحاصره ويضيق عليه.

وبالتالي فإن هؤلاء "الرابر" ومغني "الهيب هوب" لا يلتزمون بلغتنا التقليدية للتعبير عن همومهم ومشاكلهم ومواقفهم، بل يجمحون ويقتربون إلى لغة ترفضها المؤسسات التقليدية، وهم هنا يعبرون عن استيائهم وغضبهم من أمور حياتية كثيرة، مثل إهمالهم، وعدم توفير الخدمات لهم، أو فرص العمل لهم، أو من عدم وجود قضية يحملون همها.

ورغم الرفض الاجتماعي العربي المبدئي لهذا الفن؛ لكونه يرتبط في الذهن بسمعة سيئة؛ حيث تنحصر النظرة له غالبا بكونه فنا غربيا قاتلا للفن الأصيل، إلا أن جمهوره من فئات الشباب في تنام مستمر؛ حيث يكتسب مشروعيته يوما إثر يوم، سواء بالقضايا التي يتناولها، أو بما يثيره من أزمات ونقاشات حادة وصاخبة.

محاولة للفهم

وبعيدا عمن يدق ناقوس الخطر حول ما يعتبر خطرا يتهدد الهوية الثقافية، وهو أمر لا نقلل من أهميته في ظل الاستقطاب بين منظومتين ثقافيتين عربية وغربية، وبعيدا عن العوامل المتشعبة التي تيسر انتشار هذا الفن، ومنها ما يرتبط بالوضع الثقافي للبلدان العربية، ومنها ما يرتبط بالأمر الواقع الذي تفرضه حركة العولمة الثقافية والغنائية والموسيقية، فإن محاولة فهم هذه الظاهرة الجديدة تحتاج لمقاربات كثيرة لفهمها وفك شفراتها؛ وذلك بعيدا عن اللغة الزاجرة والواعظة أو التشنج في التعامل معها.

إن هذه الأغاني التي نسمعها ونرفضها تعبر عن نوع من الاحتجاج على المأزق المجتمعي الذي تعيشه مدننا ودولنا العربية، والعلاقات التي تربط بعضنا ببعض، فالهيب هوب ليس موسيقى وغناء فقط، بل هو نمط حياة متكامل ومتعدد العناصر، وأهمها فلسفة الغناء ذاته القائم على الفضح والكشف والسخرية والنقد اللاذع.

ولا يعتبر الأمر مؤشرا على التعصب للدولة أو الفئة أو الطائفة أو الجماعة التي ينتمي لها المغنون فقط، وإنما هو أمر يعكس حالة جديدة من المكاشفة والمصارحة، ورغبة في الحضور والتعبير عن أمور تكتسب أهمية بالنسبة لهؤلاء.

كما أنهم يعبرون في سلوكهم ذاته عن فردية في التحرك والتصرف؛ فتجربة خبرة سيئة تجمع شابا سعوديا مع شاب مصري تدفع الأول لتأليف أغنية تشتم كل المصريين، والعكس أيضا، دون أن يكون هناك أدنى اعتبار لنتائج ذلك، ولا لأثر هذا على الشعبين، ولا للقيم الحاكمة لسلوكنا وتصرفاتنا.

وعلينا غداة محاولة الفهم أن ندرك أن هؤلاء الشباب مختلفون، ليسوا مثلنا، ولا يتابعون ذات الميديا، ولا يؤمنون بالأفكار التي نؤمن بها، وبذلك يصبح مجمل خطاب النصح والموعظة والزجر فاقدا لأي قيمة إضافية في ظل احتمالية توليده لنتائج معاكسه.. إنه فن كما قلنا في البداية يعتمد على الاحتجاج، ويحاول جاهدا أن يقول الحقيقة (بحسب رؤية القائمين عليه) دون أي تزويق أو مجاملة، ومهما كان نوع هذه الحقيقة.

بالتأكيد ليس هناك ما يبرر هذه الأغاني، لكن هناك ما يدفع إليها، ونحن إذ نقول ذلك لا نطالب بمعاقبة هؤلاء الشباب ولا تكريمهم، بل بمحاولة فهم حقيقية للأسباب التي أوصلتنا إلى ذلك، وهو أمر يدفع بالضرورة إلى إجراء حوار جاد مع هذه الفرق، والسعي إلى استثمار الفن الذي يحبونه؛ لكي يعبروا عن وجهات نظرهم بما يتلاءم مع واقعهم، بعد أن يكون هناك نقاش وحوار وتبادل لوجهات النظر معهم، فزمن المنع ولى منذ سنوات دون أن نفعل مقتضيات ذلك داخليا وخارجيا؛ لأن البديل عن ذلك هو الدخول في معارك مزعومة ووهمية لا تنبع من صميم احتياجات هؤلاء الشبان، وإن كان في جزء منها سعى لمحاكاة النموذج الأمريكي منبع هذا الفن، فالنقل الحرفي للفن قاد لذلك ودون وعي بالفروق الحضارية في ظل شباب ربما لا يؤمن بهذه الفروق أصلا.

كما علينا أن نوصل رسالة لهذه الفرق مفادها أن إلصاق فعل الشتم والعنصرية بالفن سينتج عنه خاسر أساسي وهو الفن ذاته في نسخته العربية هذه المرة (تماما كما حدث مع الزنوج الأمريكيين الذين تحولوا إلى عنصريين بعد أن هدفوا من فنهم إلى انتقاد العنصرية التي يتعرضون لها)، لكن الحالة عربيا مختلفة من منظور أنها ستراكم عداوة مجتمعية جديدة، وستعمل على خلق حالة فعل مضاد ورافض لها، في ظل عدم استثماره في خوض معاركنا الحقيقة والمجتمعية؛ فالمعارك التي لا يحكمها وعي ولا يقودها مبدأ خاسرة بالضرورة.

في معنى الظاهرة

جزء مما تثيره هذه الموجة التي تجتاح الإنترنت ووسائط الإعلام الجديد من أغاني الشتائم والسباب هو تلك القدرة الكبيرة جدا التي يمكن أن يلعبها الفرد/ الشاب/ المغني... إلخ في أن يكون صانع معارك، ومثير أزمات داخلية وخارجية، وهي قدرة لم تكن متاحة في أي وقت مضى.

فقبل زمن كان الشاب أو الفرد كمن يصرخ بالبرية، ومهما كان موقفه وكلامه ومضمون رسالته كان لا يستطيع توجيهها وتوصيلها إلا لأقرب المقربين منه، أما ما تتيحه ثورة المعلومات التي نعيشها فهو أنها تجعل من الفرد صانع رسالة جماهيرية، تتجاوز قدرتها وفعاليتها الإعلام الرسمي والتقليدي، والجمهور هنا لا يتوقف عند حد، في ظل وجود بيئة مجتمعية وثقافية، وعلاقات مريضة تؤسس لنمو وتوالد هذه الرسائل.

كما أن المجتمعات المريضة التي تعاني من أمراض وتشوهات في تطورها وتعاطيها وتطبيقها لما تتيحه التكنولوجيا من المؤكد أنه ستكون ردود أفعالها أو تصرفاتها تجاه قضايا أو أزمات بطريقة مريضة أيضا، وهو ما نكتشفه في ظاهرة "الهيب هوب" الجديدة التي تدلل على أن الشباب اليوم ليس قادرا على عكس مواقفه، والتعبير عن تجاربه وخبراته فقط، بل تقديم كل ذلك إلى العالم أجمع.

وبالتالي علينا منذ اليوم -وللدقة منذ سنوات- نحن معشر المشاهدين والمستمعين التعود على حوادث شتم وإهانة وعنصرية، يتم التعاطي بها بشكل جماهيري، كانت سابقا تموت في صدور مطلقيها، وتعود ذلك لا يعني القبول به، لكنه أمر لا مفر منه في ظل اختلاف العصر وأدواته، والحل الأمثل هنا هو الوعي به، وتوصيفه، والوقوف إلى جوانبه، وبحث إشكالاته.

ولا يجب أن نتوقف أمام عبارة أن هذه الفرق التي قد يصفها البعض "بالمارقة" لا تمثل الشعوب العربية، فبمقدار صحة ذلك فإن المؤكد أيضا أنها تؤثر بالشعوب، وتحدد نظرة هذه الشعوب لبعضها البعض، وتحديدا مع حياة شباب عربي مأزوم، وصور نمطية كرسها تواصل ثقافي واجتماعي عربي نخبوي أعرج.

خوفنا ورغبتنا بالفهم هو ما دفع إلى الكتابة والحديث والصراخ، لكن بهدوء ودون شتائم أو سباب هذه المرة، عل وعسى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهيب هوب ..فن "قلة الأدب" بين مصر والسعودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أسلام العرب  :: الأقسام العامة :: أخبار النجوم | News stars-
انتقل الى: