منتديات أسلام العرب
حكاية سجين SIx70218
منتديات أسلام العرب
حكاية سجين SIx70218
منتديات أسلام العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
حكاية سجين 3129fd1

 

 حكاية سجين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
| | الادارة | |
| | الادارة | |



ذكر عدد المساهمات : 1251
نقاط : 129543
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/08/2008
الموقع : www.islam4arab.ahlamontada.net

حكاية سجين Empty
مُساهمةموضوع: حكاية سجين   حكاية سجين Icon_minitime1السبت يوليو 18, 2009 7:27 pm

أحياناً أجدني في خزانة أمي مختبئاً ، أسفل الخزانة ، خلف الملابس ، مغمض العينين
أنتظر أن يـُفتح باب الخزانة ، دون أن أتوقع من سيكون ؟ فأنـا لا أتقن فن التوقع ..


سجين



- يا عــم أمين ، قد جلبت لك الأغراض اليومية ككل صباح ، ووضعتها لك على عتبة الباب .

ثم إن الصبي انصرف ..


مشهد نهاري داخلي
السـاعة التاسعة صباحا
ً

تناول الجريدة في هدوء ٍ وقفل راجعاً إلى غرفته ، بينمـا القى تلك الأغراض على عتبة المنزل .
مستنداً بكتفه إلى الحائط ، شرع يقلب صفحات الجريدة ، ليس لشيء ، لكنها مجرد عادة ، ومن عادته أن يلتزم بالعادات ..!
يحافظ على طول ذقنه منذ سنوات ، دون أن يفكر - مثلاً - ماذا سيحدث لو طالت بضع ( سنتتيمترات ) ؟!

تطالعه جمادات غرفته في يأس ٍ ، وتحن إلى معانقة أشعة الشمس بعد طول غياب .
لم يتغير شيء في هذا المكان ، باستثناء شريط أسود وضع على إطار صورة ٍ ، لسيدة ٍ خمسينية ، خطت خطواتها الأخيرة هنا ، على هذه السجادة الوردية قبل عام ٍ ونيف .

الصمت يحتل ذرات غرفته ، يقطع سباته سعلة ٌ طويلة ٌ منهكة ٌ ، فتذكره بعلبة الدواء ، التي كانت تحضرها لـه كل مسـاء .
مــاداً يده إلى إلى صندوق ٍأحمر ، تناول العلبة في امتعاض ٍ ، عبرت عنه قسمات وجهه الخمسيني .
هو يمقت إحكام إغلاقها ، ويصر على أن المشكلة في الغطاء وليست في ارتعاشة أصابعه الدائمه .
تنـاول حبتين ، وكعادته أعاد إحكام إغلاقها بشدة ..!

على سريره ، ألقى الجريدة في سخط ٍ جلي ، وتمتم بعبارات آخرها ( نظارة ) ، وخطى خارج غرفته خطوتين ، ثم إنه توقف .
كان صوت جاره ِخلف باب بيته يحاور أحدهم ، ويصر بأن الجار موصى عليه من النبي المختار ، وبأنه حاول المساعدة دون جدوى ، وفشــل ..!
بيد أن كلماته لم تكن واضحة ً تماماً ، فالمسـافة كانت أبعد من سمعه الثقيل .
لوهلة ٍ إعتقد أنه سمع صوتاً يعرفه جيداً ، يشكر هذا الجار برقة ٍ ، فارتعش .

بخطوات ٍ حائرة ٍ مشى صوب الباب ، وصوب الصوت ِ ، فاختلطت حقيقة مشاعره في صدره المتعب ، والصوت يزداد وضوحاً ، ويحمل بين ثناياه رغبة ً وأملا ً بعد طول يأس .
وقف قبالة الباب في وجل ، يحملق في مقبض الباب ، ينشده التحرك ، شعر بعدها بحرقة ٍ تستوطن جفنيه ، وتكاد تندي مقلتيه من شدة الشوق لصاحبة الصوت ِ .

باب سجنه لا زال مغلقاً ، وصبره يرنو إلى يدٍ تفتحه ، ومقبض الباب يدور في فلكه ، فيرى كوكب عمره يتجسد أمام عينيه ، باسم الثغر ، باكي العين .
هي لا زالت في عينه طفلته المدللـه ، فكت ذات غفلة ٍ منه ظفائرها السوداء ، وزينت شعرها بخصلة ٍ شقراء ، كأمهــا ، وتعلمت المشي بصندل عــال .

ألقت حقائبها على عتبة المنزل ، فوق الأغراض ، وتسابقت خطاها مع الزمان إلى حضنه الدافيء .

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية سجين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أسلام العرب  :: القصص والروايات و الشعر والخواطر :: فسم القصص والروايات | Recorders stories and novels-
انتقل الى: