كانا فى نفس الكلية .. نفس السنة الدراسية
..لا يعرف كيف ومتى أحبها .. ينتظر بالساعات ليراها
.. ينتظر فقط ليراها من بعيد .. لم تساعده جرأته يوما ان
يكلمها .. أو حتى يلقي عليها التحية.. كان يأهب النفس
لأيام كثيرة ليتشجع .. هو فقط يريد البداية .. حتى ولو
كانت نظرة متبادلة .. أخذ حلمه يكبر مع سنوات الكلية..
و هو كما هو .. ينتظر من بعيد .. وصلا الى السنة النهائية
.. بل آخر شهر بالكلية .. وصل الى ذروة جرأته .. عامل
الوقت بدأ فى النفاذ .. لا بد وأن يفعل شيئا اذا كان فعلا
يريدها حبيبة و زوجة .. وأخيرا قرر التحدث معها .. أنتظر فى
هذا اليوم حتى أنتهت محاضرات الكلية .. ذهب خلفها خارج
الجامعة.. يريد أقتناص الفرصة للمصارحة .. صعد
الى رصيف القطار .. كانت لا تزال بين صديقتيها ..
يأس من وجودها منفردة .. توجه لها .. قال لها ممكن
كلمة على أنفراد .. قالها وأنطلق الى الركن الآخر ..
أتت له.. سألته بصوتا خافت عما يريد .. جمع كل قوى
العالم وقالها .. بحبك وعايز أرتبط بيكي .. نظرت له نظرة
طويلة لم يفهم معناها .. أحمر وجهها تلعثمت ببعض
الكلمات.. أدارت ظهرها وذهبت .. أخذ يلوم نفسه لأيام و أيام
.. لم تكن هذه الطريقة الصحيحة .. عرضت كرامتي للأهانة..
أنتهت الأيام المتبقية من الدراسة .. ذهب كلاهما الى حياته
..تزوج هو من بنت الجيران .. تزوجت هى زواج تقليدي ..
مرت السنوات ..كان يومها مع أطفاله وزوجته في النادي..
كانت هي مع أطفالها فى نفس المكان .. أستأذن زوجته
في ألقاء التحية على زميلة الدراسة .. دعته الزميلة الى
طاولتها .. تجاذبا الحوار .. حكى لها بأيجاز عن حياته بعد
الكلية .. حكت له عن حياتها التى وصلت الى الأطفال و
الأنفصال عن زوجها .. تذكرت هي موقف محطة القطار
ضحكت .. قالت له لقد كنت مغرورا يا عزيزي .. أستغرب
قولها وسألها عن السبب .. قالت له أقصد انك بعد أن
فتحت لي أبواب السعادة تركتني و ذهبت ..
قال لها أنت التي ذهبتي ..
قالت له ::
ما أنا قلتلك ثوانى
ها أودي الشنطة لصحباتي .........
,,,,,
أكمل محمد صبري