ادان مجلس مجمع الفقه الاسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامي الاتجاه الجديد المسمى بالقراءة الجديدة للقرآن الكريم والنصوص الدينية، وحذر من خطر هذه القراءة التي تستند الى الاقوال الشاذة، وتتناقض مع الحقائق الشرعية، ودعا الى التصدي لهذا التيار، واعتبر ان ذلك من فروض الكفاية، وحث على اتخاذ الوسائل المناسبة وتوسيع دائرة الحوار مع حملة هذا الاتجاه، وفي ما يلي نص القرار الذي اتخذه المجمع بشأن هذه القراءة الجديدة:
ان مجلس مجمع الفقه الاسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامي، بعد اطلاعه على البحوث الواردة الى المجمع بخصوص موضوع القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية، وبعد استماعه الى المناقشات التي دارت حوله.
قرر ما يلي:
أولاً: ان ما يسمى بالقراءة الجديدة للنصوص الدينية اذا ادت لتحريف معاني النصوص ولو بالاستناد الى اقوال شاذة، بحيث تخرج النصوص عن المجمع عليه، وتتناقض مع الحقائق الشرعية، يعد بدعة منكرة وخطرا جسيماً على المجتمعات الاسلامية، وثقافتها وقيمها، مع ملاحظة ان بعض حملة هذا الاتجاه وقعوا فيه بسبب الجهل بالمعايير الضابطة للتفسير او الهوس بالتجديد غير المنضبط بالضوابط الشرعية.
وتتجلى بوادر استفحال الخطر في تبني بعض الجامعات منهج هذا القراءات، ونشر مقولاتها بمختلف وسائل التبليغ، والتشجيع على تناول موضوعاتها في رسائل جامعية، ودعوة رموزها الى المحاضرة والاسهام في الندوات المشبوهة، والاقبال على ترجمة ما كتب من آرائها بلغات اجنبية، ونشر بعض المؤسسات لكتبهم المسمومة.
وسائل
ثانياً: أصبح التصدي لتيار هذ القراءات من فرض الكفاية، ومن وسائل التصدي لهذا التيار وحسم خطره ما يلي:
• دعوة الحكومات الاسلامية الى مواجهة هذا الخطر الداهم، وتجلية الفرق بين حرية الرأي المسؤولة الهادفة المحترمة للثوابت، وبين الحرية المنفلتة الهدامة، لكي تقوم هذه الحكومات باتخاذ الاجراءات اللازمة لمراقبة مؤسسات النشر ومراكز الثقافة، ومؤسسات الاعلام، والعمل على تعميق التوعية الاسلامية العامة في نفوس النشء، والشباب الجامعي، والتعريف بمعايير الاجتهاد الشرعي، والتفسير الصحيح، وشرح الحديث النبوي.
• اتخاذ وسائل مناسبة (مثل عقد ندوات مناقشة) للارشاد الى التعمق في دراسة علوم الشريعة ومصطلحاتها، وتشجيع الاجتهاد بالضوابط الشرعية واصول اللغة العربية ومعهوداتها.
• توسيع مجال الحوار المنهجي الايجابي مع حملة هذا الاتجاه.
• تشجيع المختصين في الدراسات الاسلامية لتكثيف الردود العلمية الجادة ومناقشة مقولاتهم في مختلف المجالات وبخاصة مناهج التعليم.
• توجيه بعض طلبة الدراسات العليا في العقيدة والحديث والشريعة الى اختيار موضوعات رسائلهم الجامعية في نشر الحقائق والرد الجاد على آرائهم ومزاعمهم.
• تكوين فريق عمل تابع لمجمع الفقه الاسلامي بجدة، مع انشاء مكتبة شاملة للمؤلفات في هذا الموضوع ترصد ما نشر فيه والردود عليه، تمهيدا لكتابة البحوث الجادة، وللتنسيق بين الدارسين فيه، ضمن مختلف مؤسسات البحث في العالم الاسلامي وخارجه.