أحسنت وزارة الثقافة والإعلام في نقلها للفعاليات الثقافية التي تدور رحاها الناعمة هذه الأيام على أرض سوق عكاظ الثقافي التاريخي بالطائف، فهو المهرجان _بحسب مثقفين_ القادم بقوة إلى الساحة العربية، وربما العالمية في السنوات المقبلة؛ إن سارت الأمور وفق التخطيط الذي تشرف عليه هيئة عليا تضم نخبة من رجالات الفكر والإدارة.
نقل القناة الخامسة لفعاليات السوق الثقافي العتيد يعطي دلالات واضحة على الاهتمام الرسمي المحلي بالثقافة، وحين نقول الثقافة فإن المفردة هنا وتحديدا في "عكاظ" تستحضر كامل حلتها العربية، عاصبة رأسها بآلاف السنين من الحكمة والبلاغة والشعر والأنسنة.
ما أجمل أن يرضي القائمون على الإعلام جل المشارب، وكم كان المهتمون بالشأن الثقافي المحلي والعربي يتوقون إلى برنامج تلفزيوني أسبوعي ثقافي يستضيف هذا المفكر أو ذاك الشاعر أو تلك الكاتبة للوقوف وجها لوجه على تجاربهم المضيئة في سماء الوطن، بدلا من معرفة تلك الشخصيات عن طريق الكتب أو الدواوين أو الصحف فقط.
والحق أن إذاعتنا السعودية تفوقت على التلفزيون في البرامج الثقافية، لكن، ألسنا في زمن "ثقافة الصورة التلفزيونية" كما يقول المفكر والناقد عبدالله الغذامي؟ وطالما أن الإمكانات موجودة، والوزير الجديد ليس غريبا على الوسط الثقافي والأدبي فهو شاعر قبل أن يكون سفيرا ثم وزيرا؛ أليس من حق المثقف العربي، وليس السعودي فقط، أن تخصص قناة – ولتكن السعودية الخامسة كما هي هذه الأيام في عكاظ- للثقافة والإبداع والفنون؟ أعتقد أن عدد المثقفين في العالم العربي كافة كفيل بأن تحقق السعودية لهم هذا المطلب، كما حققت مصر جزءا صغيرا منه في قناة "النيل الثقافية"، ونقول جزءا صغيراً بسبب انكفائها على داخلها الثقافي المصري فقط في كثير من برامجها.
نعلم أن لدى الوزارة استراتيجيات وخططاً ودراسات تنظم عملها ومشاريعها التلفزيونية والإذاعية، وربما شاهدنا قريبا تفعيلا لمرسوم تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة عامة، ولكن من حقنا كمهتمين بالشأن الثقافي أن نطرح أمانينا وتطلعاتنا على الوزارة. "الثقافية5" اسم يليق أن ينطلق من هذه الأرض مهد الحضارة العربية، إلى كل العالم العربي.