اتهمت صحف أردنية الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو بالتضليل والخداع، واصفة أطروحاته الأخيرة بأنها "تزدري العرب والمجتمع الدولي"، مشددة على أن السلام المنشود العادل الدائم الشامل لا يقوم إلا بإنهاء الاحتلال.
وأبدى رئيس تحرير جريدة "العرب اليوم" اليومية طاهر العدوان، في مقالة له الإثنين، تحت عنوان: "لا أؤمن بالسلام"؛ استغرابه أن يصبح المطلوب من العرب بين ليلة وضحاها منح الصهاينة حقا في إقامة دولة يهودية.
وتوقع العدوان فشل خطة أوباما للسلام بقوله: "من المستحيل إقامة سلام عادل في المنطقة دون أن يتحقق توازن القوة بين العرب والفلسطينيين من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى"، مشددا على أنه "لا يوجد شركاء لصنع السلام الحقيقي؛ فالكيان الصهيوني غارق في التطرف والعنف والروح التوسعية، بينما الفلسطينيون يتخبطون في مستنقعات الانقسام والأوهام".
واختتم المقالة بقوله: "لا أومن بالسلام المطروح؛ فالمطروح -سواء بأفكار أوباما أو برؤية بوش- ليس سوى استسلام وتصفية للقضية على حساب فلسطين والأردن وسورية ولبنان وحيثما وجدت مخيمات اللاجئين".
في حين استخدمت صحيفة "الرأي" التي تعد لسان حال الحكومة الأردنية ألفاظا غير مسبوقة بحق نتنياهو وحكومته، واتهمتهما بممارسة لعبة التضليل والتذاكي، وقالت: "لم يعد أمام نتنياهو، الذي يقف الآن مكشوفا، سوى القبول بالحقيقة وعدم الاستمرار في التخفي خلف لعبة التضليل والأكاذيب والزعم برغبته في السلام، فيما يواصل هو على الأرض عزل القدس وتهويدها، والعمل على تجزئة الضفة الغربية المحتلة إلى "كانتونات"، بما لا يسمح تحت أي ظرف من الظروف بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتواصل جغرافي".
ووصفت الصحيفة دعوة نتنياهو إلى لقاء محمود عباس في بئر السبع بأنها "بدعة جديدة"، معتبرة أن في ذلك استهتارا سافرا وازدراء مقصودا بجهود المجتمع الدولي، ورأت أن "الكرة الآن في الملعب الأمريكي"، مشددة على "أن الحل المنشود والعادل والدائم والشامل لا يقوم الا بإنهاء الاحتلال".
أما صحيفة "الدستور" فقد هاجمت الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى ومدينة القدس، واصفةً دولة الاحتلال بـ"العصابات"، وقالت في افتتاحيتها تحت عنوان "لا سلام من دون عودة القدس والأقصى"، إن عصابات الاحتلال الصهيوني تقوم -ومنذ فوز اليمين الصهيوني المتطرف في الانتخابات الأخيرة- برفع وتيرة الاعتداءات الهمجية على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وتسريع إجراءات تهويد مدينة القدس، ورفع وتيرة اغتصاب الآراضي، إضافة إلى استمرار الحفريات وشق الأنفاق؛ ما أدى إلى خلخلة أساسات المسجد، وإمكانية تعرضه للانهيار".
وشددت الصحيفة على أن "إصرار عصابات الاحتلال على تدنيس المسجد الأقصى، ورفضها الاعتراف بالسيادة الفلسطينية عليه يعد نسقا للسلام"، مضيفة أنه "لا سلام بدون القدس، ولا سلام بدون عودة الأقصى إلى أمته عزيزا كريما كما كان وكما يجب أن يكون".