الأحساء على رأس قائمة “عجائب الدنيا الجديدة”.. والحسم في يوليو

أفردت سجلات الحضارة الإنسانية صفحة في كراستها لما عرف بعجائب الدنيا السبعة، كونها هذه السبعة كانت تمثّل علامات فارقة في مشهدها الذي أضفى عليها صفة “العجائب”، وبقيت على حالها كذلك، برغم أن الدنيا مرّت عليها كثير من العجائب العصية على الحصر لو قيست بموازين الرؤية القديمة.. وكأنا الإنسان يريد أن يعيد ما كان بدأه من “الدهشة” إلى مشهد الحضور العصري مرة أخرى، لتظهر مسابقة في جانب العجائب تنظمها “مؤسسة عجائب الدنيا الجديدة” والتي تتخذ من سويسرا مقرًّا لها، كما أن لها فروعًا في عدد من الدول منها ألمانيا والبرازيل والبرتغال.. وبمثل ما كان للدول العربية قديمًا حضورها في المشاهد الكونية العجائبية، فالأمر لا يختلف كثيرًا في العجائب الحديثة، التي برزت فيها الأحساء منافسًا على جائزتها، حيث تم اختيار 430 موقعًا، تنافست تلك المواقع طيلة عام 2008، ثم تقلص العدد بفعل المنافسة والتقييم إلى 261موقعًا، وحينئذ أصبحت الأحساء السادس عالميًّا والأول عربيًّا، وعلى إثر ذلك تم توزيع المواقع المختارة للتنافس إلى سبع مجموعات، لتجئ الاحساء في صدارة المجموعة (أ) فبعد أن كانت في المركز الثالث في الفترة الماضية.
طبيعة ساحرة وعمق تاريخي
غير أن هذا الانجاز كانت له عوامله ومحركاته والتي يقرأها رئيس لجنة التصويت ورئيس بلدية الأحساء المهندس فهد الجبير بقوله: سبب هذا التقدم للواحة هو المشاركة الفاعلة للجنة التصويت وبلدية الأحساء في ملتفى السفر والسياحة والمنعقد في العاصمة الرياض مؤخّرًا، حيث عكست المشاركة طبيعة الأحساء وعمقها التاريخي والحضاري ومقوماتها السياحية، كما كان للبلدية الدور الكبير في إبراز معالم الأحساء. وما تقوم به البلدية هذه الأيام من مشاريع عملاقة تتجسد في الأنفاق والجسور والطرق والأرصفة والحدائق العامة، كما كان لخدمة هاتف التصويت الذي أعلنته الهيئة المنظمة للمسابقة دوره أيضًا في هذا الجانب؛ حيث يمكن الآن المشاركة في التصويت من خلال الرقم 0041773124041 ثم إدخال رقم الأحساء (101)، فقد كان لهذه الخدمة الأثر الكبير في تقدمنا لسهولة التعامل مع الجوال، وأشير هنا إلى أن خدمة التصويت عبر الإنترنت لا تزال قائمة، وستستمر حتى نهاية المسابقة في عام 2011 عبر الموقع الإلكتروني www.new7wonders.com
وأوضح الجبير أن هذه المرحلة من المسابقة تعد الثانية والتي ستنتهي بنهاية يوم 14 رجب 1430هـ الموافق 7 يوليو 2009م، آملاً من شباب الوطن من مواطنين ومقيمين أن يواصلو تصويتهم للأحساء في هذه المسابقة العالمية لنرسم خارطة مملكتنا على خارطة العالم السياحية، ولنستثمر ما مضى من جهود كبيرة تم بذلها في المسابقة لتحقيق ما نصبو اليه.
وأضاف الجبير بقوله: لعل أبرز المرشحين والمطلعين على التصويت للأحساء صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة حين استقبل وفد اللجنة الخاصة بالتصويت، وسمو الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، إضافة إلى وزراء وكبار مسؤولين وسياح ومواطنين وطلاب في الخارج والداخل، وتنتهز اللجنة المناسبات العامة بايجاد أجهزة التصويت لكي تتاح الفرصة لمن يرغب في التصويت.
واحة في قلب الصحراء
وحول سبب اختيار الأحساء ضمن عجائب الدنيا الطبيعيه السبع يقول الأمين العام للجنة التصويت للأحساء علي حجي السلطان: تعد الأحساء أكبر واحة طبيعية في العالم وسط منطقة صحراوية هي (الربع الخالي)، .الأحساء اختيرت لتكون بين 430 موقعًا عالميًّا طبيعيًّا يمتلك المقومات للانضمام إلى قائمة العجائب السبع الطبيعية. منوّهًا إلى أن المشاركة في التصويت تساوي رفع نسبة حجم الاستثمار في قطاع السياحة بالأحساء إلى أكثر من 50%، مبينًا أن أهمية الجائزة تكمن في استمرارية فائدة الفائز بها لسنوات طويلة. ومشيرًا إلى أن الأحساء تملك الكثير من المقومات التي تسمح لها بأن تكون على قائمة العجائب السبع الطبيعية، ومنها اشتمالها على أكثر عدد من النخيل، ووجود ثاني مسجد يصلي فيه الناس بعد الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه واله بالمدينه المنورهة، وتجتمع فيها الطيور المهاجرة، وغيرها من الميز الطبيعية الكثير.
أبرز الآثار والمناطق السياحية:
مسجد جواثا:
والمعلوم أن منطقة الأحساء تشتهر بالعديد من المناطق الأثرية والسياحية، فمن أبرز الآثار والمناطق والأماكن السياحية التي تشتهر بها المحافظة مسجد جواثا الذي من المواقع الأثرية القليلة التي لا تزال قائمة، بموقعه شرق قرية الكلابية، إحدى القرى الشمالية ويبعد عن مدينة الهفوف 17 كيلو مترًا، وزيارته متاحة للزائرين بشكل يومي، وبه متنزه. وتشير كتب التاريخ إلى أن ثاني جمعة في الإسلام أقيمت في هذا المسجد، بعد مسجد الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم في المدينة المنورة.
جبل القارة:
كما تشتهر الأحساء بوجود جبل القارة، وجبل الشعبة، وجبل الأربع، ويعد جبل القارة من أهم المعالم يبعد عن الهفوف 12 كيلو مترًا، ومساحة قاعدته 1400 هكتار، ويبلغ ارتفاعه حوالي 150 قدمًا، يقع في الجهة الشرقيه من الأحساء، وتحيط به أربع قرى هي؛ القارة والتويثير والتهيمية والدالوة، ودخول مغاراته التي تتميز ببرودتها الشديدة في الصيف ودفئها في فصل الشتاء. وتتعدد كهوف الجبل من حيث الاتساع وكثرة الأماكن التي تشبه الغرف ولكن دخولها مقتصر على السكان المحيطين به، ففيه غار الناقة وبه كهوف كثيرة، ويعد غار "الناقة" أشهر غيران الجبل، فهو الأبرد والأكثر اتساعًا، فهو يستوعب ما لا يقل عن 400 شخص، وبه مكان يسمى الثلاجة لشدة برودته. ويحتاج الداخل إلى هذا الغار أن يحني ظهره أو يمشي على ركبتيه أو يزحف على بطنه في بعض المواقع. ومن كهوف الجبل أيضًا غار "العيد" ومدخله يقع بالقرب من موقع سوق الأحد، وهو خاص لكبار السن لأن فتحاته واسعة ولا يحتاج إلى الإضاءة الصناعية. وبه أماكن واسعة ومرتفعة على شكل صالات تشبه في تكويناتها المسارح الرومانية، ويمكن للزوار الآن الدخول إليه. كذلك هناك غار الميهوب ويتميز بغيرانه الواسعة والمرتفعة والمظلمة جدًّا، ومدخله قريب من مدخل غار العيد، أما المتاح للزيارة بشكل مستمر الآن فهو ما يعرف بالمغارة ومدخلها يقع بين قريتي التويثير والتهيمية، فيه إنارة وتتوفر له مواقف سيارات. وهناك جبل الأربع بالقرب من جامعة الملك فيصل بطريق سلوى، كذلك تتميز طبيعة الأحساء بوجود وجود عيون طبيعية تتدفق منها المياه الزرقاء النقية الصافية، والتي تمر عبر قنوات اسمنتيه لري المزارع وقنوات صرف للمياه، ومن العيون؛ أم سبعة، والخدود، والحارة، والجوهرية، وغيرها من عيون الماء.. كذلك هناك منتزه شبه طبيعي على شكل غابة من الأشجار، ووجود سفوح رمال تشبه أمواج البحر يزورها السياح، ووجود قلاع كقلعة صاهود وإبراهيم وخزام، وأخرى بالطرف والعيون والوزية، وقصر محيرس بالمبرز، إضافة إلى الأسواق الشعبية التي تقام على مدار الأسبوع، ويسمى كل سوق باسم اليوم الذي يقام فيه؛ مثل سوق السبت والأحد والاثنين وهكذا.. وعمرها بعمر الاإسان في المحافظة، وهناك جبل أبوغنيمه غربي المبرز وتنتشر عشرات الاستراحات التي تنتشر في مزارع المحافظه وخارجها وتوفر الخصوصيه للسائح واسرته ويزور المحافظة أسبوعيًّا العشرات من السياح الأجانب العاملين بالشركات المختلفة بالمملكة على شكل فرادى وجماعات.
التمور والنخيل
وترتبط الأحساء بالنخلة، وتشتهر كذلك بإنتاج أجود أصناف التمور، أهمها وأشهرها صنف الخلاص، حيث يبلغ عدد النخيل المزروع من الخلاص أكثر من مليون نخلة، وحسب إحصائية 1999 فإن الأحساء تنتج من 2.2 مليون نخلة مثمرة حوالي 78725.4 طنًا سنويًّا، وينتج في السعودية 400 صنف من التمور، منها 138 نوعًا تنتج في الأحساء، وحاليًّا يعمل ما لا يقل عن 30 ألف مزارع في النخيل والبساتين، وبجانب تمرة الخلاص هناك الرزيز والشيشي وغيرها.