منتديات أسلام العرب
العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم SIx70218
منتديات أسلام العرب
العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم SIx70218
منتديات أسلام العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم 3129fd1

 

 العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
| | الادارة | |
| | الادارة | |



ذكر عدد المساهمات : 1251
نقاط : 129543
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/08/2008
الموقع : www.islam4arab.ahlamontada.net

العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم Empty
مُساهمةموضوع: العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم   العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم Icon_minitime1الثلاثاء يوليو 14, 2009 7:38 am

كان تعبيرها الجسدي كله يحكي كلاما ساخطا.. نظرات عينيها.. فمها المنبعج.. جلستها المائلة، وأخيرا اللبان الذي تمضغه ببطء.. كنا متقاربتين في العمر، لكنني تخرجت قبلها.. وكان أن عينت معلمة في المعهد الشرعي الذي درسنا فيه معا في منتصف التسعينيات.. المعلمات معي في المعهد اللواتي يكبرنني سنا وخبرة كن يقلن لي: تجنبيها تماما.. إنها تتصرف بسوء أدب لأنها غير "ملتزمة"، هل تذكرون هذا المصطلح الهلامي؟ لم أكن أفهمه حينها، ولا زلت لا أفهم التصنيف المترتب عليه.. تصرفت معها بحسم، وقلت للمعلمات يومها: المسألة مسألة أخلاق.. لا أدري ما دخل كونها تسمع الأغاني مثلا في سلوكياتها؟!.

نعم تصرفت معها بما ظننته "حزما" وأراه اليوم شكلا من أشكال "العنف"، فالعنف ليس بالضرورة أن يكون صاخبا، لكنه قد يكون هادئا جدا، ذلك الهدوء القاسي البارد.. وأذكر دموعها الآن لأن كلماتي كانت عنيفة ذلك العنف الهادئ.. غفر الله لي، وأبدلها بدموعها تلك رضا وسعادة وسكينة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لترفقت بها.. هكذا تعلمت من شيختي د.شادية كعكي، حفظها الله، تعلمت التعامل الذي يتخذ الابتسامة والتغاضي والاحتواء نهجا، لكن الذي لن يتغير هو قناعتي بأن الأخلاق الجيدة هي أمر منفصل عن التدين من جهة، ومتشابك معه من جهة أخرى.

مطلب إنساني

الأخلاق الجيدة منفصلة عن التدين لأنها مطلب إنساني أكده الدين، ألم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق؟!

والأخلاق الجيدة منفصلة عن التدين أيضا بالصورة التي تشيع عند أناس كثيرين؛ فهو عندهم لا روح فيه، ومقياسه الإكثار من الصلوات والعبادات التي تقتصر على أصحابها، والحفاظ على الجماعات وهيئات معينة في الشكل واللباس، وأمر ونهي يغيب عنه الفقه.. هذا المقياس لديهم ظاهري بحت، تغيب عنه روح التشريع من القيم الأخلاقية والنقاء القلبي والسلوكيات العادلة والرحيمة مع الآخرين، ومن ثم لا يعدون الإنسان صاحب الخلق الحسن الذي يقتصر على الفرائض متدينا، وينظرون إليه بعين الانتقاص.

مثل هؤلاء الناس فهم الدين عندهم منبثق عن نفسيات مشوهة أصلا، ومن ثم فإن النتيجة التي خرجت بها دراسة مركز رؤية للدراسات الاجتماعية بالقصيم من أن أهم أسباب العنف الأسري الفهم الخاطئ للدين تمثل سببا ظاهريا في تقديري، والسبب الحقيقي هو أخلاقيات سيئة تتشبث بما يبدو حقوقا للرجل، وإلا فإننا نعرف كثيرا من الناس -رغم اعتقادهم مثلا أن الرجل من حقه أن يضرب زوجته إذا لم تطع أوامره- يعيشون حياتهم وهم يكرمون زوجاتهم ويعاملونهن برفق؛ لأنهم كما قال لي أحدهم: "أخاف أن أجاوز الحق الذي أعطاني الله إياه فأقع في الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، ولا طاقة لي بظلمات يوم القيامة".

المفاهيم وحدها لا تكفي

وهكذا هي النفسية السوية، وهكذا هو صاحب الخلق الحسن، ولو تليت على رأسه مفاهيم خاطئة ليلا ونهارا ما حاد عن الخلق القويم، وما ظلم وما افترى.

نعم، مما لا شك فيه أن الأخلاق السيئة لو صاحبتها مفاهيم خاطئة كانت النتيجة كارثية، لكن المفاهيم الخاطئة وحدها لا تكون زخما مؤثرا بمعزل عن الأخلاق السيئة.

نحن جميعا بحاجة إلى أن يتحول التدين عندنا إلى هاجس أخلاقي نقوم به ونقعد كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "الدين كله خلق، فما زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين".

هو هاجس أخلاقي نزن به أفعالنا وأقوالنا، وقبل ذلك قلوبنا، أين نحن من العدل؟! بل أين نحن من الفضل؟! لأن تضييع الإحسان كخلق والاقتصار على العدل على مستوى الفرد أو المجتمع يقود إلى تضييع العدل تبعا؛ إذ يجفو القلب وينطفئ نور الحرص على العدل شيئا فشيئا مع غياب جمال الإحسان.

لقد تحدث الإمام الشاطبي في "الموافقات" عن هذا المعنى، كيف أن الحكم قد يكون مستحبا إذا نظرنا إليه نظرة جزئية في سياق معين، لكنه قد يصير واجبا إذا نظرنا إليه نظرة كلية؛ لأن فقدانه يؤدي إلى اختلال حياة الناس وعدم استقامة أمورهم.

وتغيير المفاهيم الخاطئة حول علاقة الرجل بالمرأة في الإسلام لابد أن يصاحبه تركيز على التربية الأخلاقية، ومن ذلك تدريب الطرف المظلوم -رجلا كان أو امرأة- على رفض التعامل مع نفسه كضحية، والتفكير بشكل إيجابي.. ونفسية تحرص على التماسك لتحصل على حقوقها أحب إلى الله من أخرى متخاذلة اعتادت التفريط والتنازل عن الحقوق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العنف الأسري.. الأخلاق قبل المفاهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أسلام العرب  :: عالم المرأة :: منتدي عالم المرأة | World's Women Forum-
انتقل الى: