رؤية جديدة ومؤسسة لمفهوم الدورات التأهيلية قبل الزواج للشباب والفتيات .. حيث انه أمر مهم لأن واقع مجتمعنا يحتمه.. ويدعمه ارتفاع نسب الطلاق والذي تنتهي الحياة الزوجية به، وهي في ازدياد واستمرار في ظل افتقاد الفتيات والشباب لتلك الدورات.. والدورات التأهيلية الإلزامية للشاب والفتاة وبالذات عندما يتم التفرغ له من قبل ذوي الخبرة وذوي الاختصاص وأن يكون شيئا مقننا ومدروسا وشبابنا يفضلون الدورات القصيرة لكن الفتاة تجد الاستجابة لتلك الدورات وحتى إن طالت مدتها. سيكون هناك تقبل واستجابة لهذه الدورات وإلزاميتها خاصة إذا كانت تلك الدورات التأهيلية غير مكلفة ماديا لهم ومجانية وأيضا أن تكون تلك الدورات مختصرة وقصيرة. ومؤكدا على النقاط التي تهم كل شاب وفتاة تريد الزواج، لاشك سيكون ذلك مفيدا لهذا الجيل ،ذلك لأن هذا الجيل يختلف كثيرا عن الأجيال السابقة ، نظرا لأن أغلب الجيل الحالي لم يتعودوا على تحمل المسؤولية مثل الجيل السابق فالأسرة الآن بطبيعتها لا تهيئ الشاب والفتاة للاستقلال أو تحمل المسؤولية بسبب وجود الخدم والسائقين وانشغال الآباء والأمهات فهذه الأمور أثرت وظهر جيل الكثير منهم مفاهيمهم عن الحياة الزوجية بسيطة والكثير منهم تتحكم بهم المظاهر والشكليات ويكون التركيز على ليلة الزواج والمظاهر في الأيام الأولى ولكن معنى المسؤولية ونفسية تقبل كلا الطرفين لبعضهما بعد الحرية المطلقة لكل طرف كفرد عندما ينتقل لوجود شريك هذا بحد ذاته يحتاج لتهيئة نفسية للطرفين ويحتاج الزوج إلى إيضاح معناه ومفهومه وأهدافه بعيدة المدى ويحتاج كلا الطرفين أن يعد لكيفية بناء جيل فالأسرة هي المحضن للأجيال وايضا فهم نفسيات المرأة والرجل لبعضهما وهذه تعتبر من الأمور الجوهرية وفن التعامل مع الآخرين بالنسبة لأهل الزوج فالآن الحياة الزوجية شراكة وتواصل. وتساهم في تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي والحيلولة دون تمزق الأواصر ووقوع الطلاق لأسباب تتعلق بعدم فهم الحياة وظروفها والعوامل التي قد تبدو بسيطة للغاية في الوهلة الأولى ولكنها قد تدمر الحياة الزوجية بمساعدة شياطين الإنس أو الجن، وهذا من مبادئ ثقافة الحياة الزوجية.! وذلك من خلال تأهيل المقبلين على الزواج لتحقيق حياة سعيدة.
ثقافة زوجية سليمة
* وتحدث عدد من الشباب ممن انضموا للدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج ومنهم سعود السميري فقال: كنت قد سمعت عن هذه الدورات مسبقا ولم ادرك اهميتها الا حين انضممت اليها حيث لم تتجاوز مدة الدورة اسبوعا واحدا وكانت بمبلغ رمزي تلقيت فيها اساسيات التعامل السليم بين الزوجين ومهارات الحوار بينهم وايضا الخطوات التي تؤدي الى تحقيق السعادة وكيفية التعامل مع أي مشكلة قد تنشأ وتؤدي الى اعاقة الحياة الزوجية ان لم يتم التعامل معها بشكل سليم. وشدد السميري على ضرورة اجتياز هذه الدورات وتعميمها في مختلف المناطق والمراكز التدريبية لكي تكون هناك ثقافة زوجية سليمة، واشار الى ان مثل هذه الدورات تبني الثقافة الصحيحة والتي تأتي من متخصصين فتصل الفائدة المرجوة للشاب والفتاة.
دورات بين الأزواج
* اما الشاب حسين الاحمدي الذي اجتاز هذا الدورة فقال ان التغير الاجتماعي الذي طرأ على المجتمع السعودي وارتفاع نسبة الطلاق قد ادى الى قيام هذه الدورات التي وجدت اقبالا كبيرا من الشباب على حضورها وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على رغبة وحرص هؤلاء المقبلين على الزواج على بناء اسرهم على اسس سليمة ومستقرة واضاف انه تلقى في هذا الدورات الاساليب المثلى للتعامل مع الزوجة وحسن تربية الابناء وعن الاخطاء التي قد تقع بينهم وكيفية معالجتها حتى لا تتفاقم وكذلك عن اهمية التجديد والتغيير في الحياة الزوجية ، واقترح الاحمدي ان تعقد دورات بين الازواج لتجديد العلاقة الزوجية على غرار هذه الدورات خاصة انهم اللبنة الاساسية لبناء مستقبل ابنائهم.
إلزامية الدورات
* وأيدت الدكتورة فاطمة خياط استشارية زوجية وأسرية في جمعية الشقائق ضرورة وإلزامية الدورات التأهيلية قبل الزواج لكلا الزوجين حيث إنه أمر مهم وأن نبدأ به في بلدنا فالواقع يحتمه والارتفاع في نسب الطلاق والذي تنتهي الحياة الزوجية به لكن بعض الزيجات تستمر وهي على أساس غير صحيح وفي أي لحظة ستنهار إضافة إلى أن البيوت تلك عندما تنهار تنتج عنها أطفال بحالات نفسية سيئة وتأثيرهم على المجتمع أي المشكلات التي تتبع الطلاق وأنا أؤكد على قرار الدورات التأهيلية الإلزامية للشاب والفتاة وبالذات عندما يتم التفرغ له من قبل ذوي الخبرة وذوي الاختصاص وأن يكون شيئا مقننا ومدروسا ويؤكد على النقاط التي تهم كل شاب وفتاة تريد الزواج. وذكرت: “أن الطلاق في ازدياد واستمرار في ظل افتقاد الفتيات والشباب لتلك الدورات وأن آخر إحصائية قرأتها بوجود 165 حالة طلاق يوميا في المملكة ويعتبر هذا العدد مؤشرا خطيرا لزيادة الارتفاع مستقبلا. ولفتت: “إلى تبني جمعية الشقائق للدورات التأهيلية لما قبل الزواج ولنا مايقارب 3 سنوات في برامج التأهيل سيما أن هناك مراكز وجمعيات كثيرة بدأت في هذه البرامج وتم الاستجابة لها لمعرفة الشباب والشابات للحاجة الماسة لها وأيضا من كل أفراد المجتمع الصغير والكبير وجميع الأسر. وأشارت أن الفتيات أكثر إقبالا على هذه الدورات من الشباب بحيث لايفضل أكثرهم الدورات الطويلة والتي تستمر لأسابيع كثيرة بحكم انشغالهم الدائم بعمل وغيره فهم يفضلون الدورات القصيرة لكن الفتاة تجد الاستجابة لتلك الدورات وحتى إن طالت مدتها. سيكون هناك تقبل واستجابة لهذه الدورات وإلزاميتها خاصة إذا كانت تلك الدورات التأهيلية غير مكلفة ماديا لهم ومجانية وأيضا أن تكون تلك الدورات مختصرة وقصيرة. واقترحت تطبيق هذا القرار «التأهيل لما قبل الزواج» في المرحلة الجامعية بالنسبة للشباب وفي آخر سنة قبل التخرج ويعطى شهادة بذلك. إن مسألة الدورات توسيع مدارك بضروريات وأساسيات الحياة الزوجية بحيث يجب أن يكون كلا الطرفين على علم بها وأن لا يعتقد الشاب والفتاة أن الحياة الزوجية لا توجد بها مسؤوليات وأنها مجرد أوامر وتسلط يفعلها الرجل وإنما هو شريك في هذه الحياة مثل ماله مثلما عليه. وعن كيفية نشر وإلزامية تلك الدورات بحيث يكون هناك إجماع من كافة أفراد المجتمع على وجودها قالت: “بتواجدها في كل مكان وتسهيل الدخول فيها وإمكانية أن تكون بتمويل من الشركات بحكم المسؤولية الاجتماعية بأن تدعم ماديا تلك الدورات وتكون إلزامية مثل فحص الزواج”. وشددت على ضرورة أن يكون للمحاكم دور كبير في ضرورة وجود هذه الدورات عند عقد القران لدى أي قاضي بالضرورة الإلزامية للشاب بالتحاقه لدورات ماقبل الزواج ليتم عقد نكاحه وأن يذكر للشاب أن تلك الدورات مفاتيح ستفيدك كثيرا فكل شخص يريد الزواج فهو يطمح للسعادة ولذلك عليه أن يسارع بأخد تلك المفاتيح لمساعدته في الحياة الزوجية وليتم تلاشي الكثير من المشاكل الاجتماعية.