منتديات أسلام العرب
سورة ” طه “ SIx70218
منتديات أسلام العرب
سورة ” طه “ SIx70218
منتديات أسلام العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سورة ” طه “ 3129fd1

 

 سورة ” طه “

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
| | الادارة | |
| | الادارة | |



ذكر عدد المساهمات : 1251
نقاط : 125763
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/08/2008
الموقع : www.islam4arab.ahlamontada.net

سورة ” طه “ Empty
مُساهمةموضوع: سورة ” طه “   سورة ” طه “ Icon_minitime1الإثنين يونيو 29, 2009 12:24 am

سورة ” طه “


أود أن أحدثكم في هذا الموضوع عن فضل أحد سور القرآن الكريم عليّ؛ سورة أثرت فيّ بشكل كبير وأضاءت في نفسي عددا من الجوانب التي كان يخيم عليها الظلام قبل أن اقرأها ذلك اليوم بتلك الطريقة..

سورة طه… السورة رقم 20 في ترتيب المصحف الكريم، سورة مكية، عدد آياتها 135…

لا أدري ماذا أقول وكيف أشرح ذلك الشعور الذي انتابني عندما بدأت القراءة، أحسست بنفسي ضئيلة وبقشعريرة شديدة، لم أعد أعي شيئا إلا أنني في مأزق وأنني لاشيء يذكر، أحسست بقوة عظيمة تحيط بي، تذكرت كم أنا مقصرة وكم أحتاج إلى الرحمة والعفو، بكيت في تلك اللحظة، أجهشت بالبكاء و أحسست بأني لأول مرة في حياتي أقرأ القرآن…

( طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ، تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى ، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ، إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ، فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ، إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ، فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ) سورة طه الآية 1-16

قلت في نفسي: سبحان الله العظيم…هذا الكون بكل ما فيه؛ السماوات السبع والأرض بمختلف طبقاتها السبع وما بينهما وكذلك ما تحت الثرى وما في جوف الأرض، كله لله تعالى، كما أنه يعلم السر كما يعلم العلن، ويعلم ما نخفيه في صدورنا، هو الظاهر والباطن والأول والآخر، فأين أنا من كل ذلك؟ أين أذهب وأين أختفي؟ لا مفر ولا مجال إلا للتسليم لرب العالمين والإخلاص في العبادة، كان ذلك إحساسي بعد القراءة، ثم بدأت البحث عن تفسير السورة الكريمة…

مما قرأته في كتب التفسير حول هذه السورة الكريمة؛ قول الأستاذ سيد قطب في كتابه “في ظلال القرآن”، يقول معلقا على السورة بشكل عام:

(وللسورة ظل خاص يغمر جوها كله. . ظل علوي جليل، تخشع له القلوب، وتسكن له النفوس، و تعنو له الجباه. . إنه الظل الذي يخلعه تجلي الرحمن على الوادي المقدس على عبده موسى، في تلك المناجاة الطويلة؛ والليل ساكن وموسى وحيد، والوجود كله يتجاوب بذلك النجاء الطويل. . وهو الظل الذي يخلعه تجلي القيوم في موقف الحشر العظيم: { وَخَشَعَتِ الأصواتُ للرحمن فلا تَسْمَعُ إلا هَمْساً } { وَعَنَتِ الوجوهُ للحَيّ القَيوم } والإيقاع الموسيقي للسورة كلها يستطرد في مثل هذا الجو من مطلعها إلى ختامها رخياً شجياً ندياً بذلك المد الذاهب مع الألف المقصورة في القافية كلها تقريباً.)

وعرض الأستاذ سيد قطب في مقدمة تفسيره للسورة الكريمة، أهم المحاور التي تناقشها السورة؛ يقول في ذلك:

(- تبدأ هذه السورة وتختم خطاباً للرسول صلى الله عليه وسلم ببيان وظيفته وحدود تكاليفه. . إنها ليست شقوة كتبت عليه، وليست عناء يعذب به. إنما هي الدعوة و التذكرة، وهي التبشير والإنذار. وأمر الخلق بعد ذلك إلى الله الواحد الذي لا إله غيره، المهيمن على ظاهر الكون وباطنه، الخبير بظواهر القلوب و خوافيها.

- وبين المطلع والختام تعرض قصة موسى عليه السلام من حلقة الرسالة إلى حلقة اتخاذ بني إسرائيل للعجل بعد خروجهم من مصر، مفصلة مطولة؛ وبخاصة موقف المناجاة بين الله وكليمه موسى وموقف الجدل بين موسى وفرعون. وموقف المباراة بين موسى والسحرة. . وتتجلى في غضون القصة رعاية الله لموسى الذي صنعه على عينه واصطنعه لنفسه..

-وتعرض قصة آدم سريعة قصيرة، تبرز فيها رحمة الله لآدم بعد خطيئته، وهدايته له وترك البشر من أبنائه لما يختارون من هدى أو ضلال بعد التذكير والإنذار.

-وتحيط بالقصة مشاهد القيامة. وكأنما هي تكملة لما كان أول الأمر في الملأ الأعلى من قصة آدم، حيث يعود الطائعون إلى الجنة، ويذهب العصاة إلى النار تصديقاً لما قيل لأبيهم آدم، وهو يهبط إلى الأرض بعد ما كان!

-من ثم يمضي السياق في هذه السورة في شوطين اثنين: الشوط الأول يتضمن مطلع السورة بالخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. . . } تتبعه قصة موسى نموذجاً كاملاً لرعاية الله سبحانه لمن يختارهم لإبلاغ دعوته فلا يشقون بها وهم في رعايته.

والشوط الثاني يتضمن مشاهد القيامة وقصة آدم وهما يسيران في اتجاه مطلع السورة وقصة موسى. ثم ختام السورة بما يشبه مطلعها ويتناسق معه ومع جو السورة.)

ومن خلال قراءتي لهذا التفسير ولتفسير ابن كثير وسماعي لمحاضرة تتحدث عن السورة، ازداد يقيني بما انتابني من أحاسيس عندما قرأتها للمرة الأولى،
وعلمت فيما بعد مما يروى في كتب سيرة الرسول والصحابة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أعلن إسلامه بعد أن قرأ صدر هذه الآية، ويروى عنه رضي الله عنه أنه قد تدرج في قبوله للإسلام كما ذكر بعدة روايات مختلفة،
ولكن هذه الآيات جعلت قلبه يهتز وحركت في نفسه شيئا رضي الله تعالى عنه…
فسبحان الله العظيم ما أجله وما أعظمه؛ الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وأنزل على نبيه القرآن ليهدي به الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور …

لا شك أن القرآن الكريم استمد جمالياته وسحر بيانه من كونه كلام الله عز وجل…

إن سورة طه هي واحدة من 114 سورة عظيمة في القرآن، وفي كل سورة هناك آيات كثيرة ومعاني وعبر وعظات وأحكام وتشريعات مما ينير الصدور ويزيد من إيقاننا ويزيل شكوكنا وارتيابنا حول بعض المسائل…

أعتقد أن هناك سورة أو مجموعة سور في القرآن الكريم مميزة لكل منا يحب أن يقرأها بصورة متكررة، أو كما ذكرت بالبداية أضاءت في نفسه جانبا، لعل السبب هو حالة الخشوع التي كان فيها وهو يقرأ فجعلته يدرك المعاني فربما يكون قبل ذلك مقصرا في جانب الخشوع والتركيز فهداه الله إلى ذلك عند قراءته لتلك السورة…

لذلك واجبنا التزام التركيز والخشوع لله عز وجل أثناء قراءتنا لجميع آيات كتابه الكريم، عندها سنفهم القرآن أكثر ويزداد إيماننا، و سنجد من سحر البيان وجمال الكلم والنسق ما سيدفعنا إلى متابعة القراءة وتكرارها رغبة وطلبا لمرضاة الله ورحمته ومغفرته…

ذلك وإنني سأظل كلما قرأت سورة طه تذكرت ذلك الشعور، وستظل تمر بذهني كلمات سيد قطب، وقصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه…
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة ” طه “
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أسلام العرب  :: الأقسام الإسلامية :: القسم الأسلامى | General Discussion-
انتقل الى: