احتفلت قناة OTV الفضائية بمرور 17 عاما على اغتيال الكاتب الدكتور فرج فودة، وضمنا اغتيال الكتابة العربية الحرة التي أبرز أزمتها رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب في الوقت ذاته محمد سلماوي بقوله بأن "الكاتب صار يراجع نفسه كثيرا ، لأنه يتعامل مع فكر منغلق لا يستطيع أن يصل معه إلى اتفاق"، في غياب مؤسسة تؤمن بالتعددية، وحرية لفكر.
وكنت أنتظر خطابا مختلفا من سلماوي، يحمل سلطة المساندة والدعم باعتباره رئيسا وحلقة وصل بين الكتاب وصانعي القرار، لا أن يكتفي بتصوير الأزمة التي تعيشها الكتابة الحرة، والتي راح ضحيتها فودة في إطار مسلسل طويل من الضحايا.
وليس المطلوب أن يصل الكتاب إلى اتفاق فيما بينهم ، أو يتفقوا مع أصحاب فكر منغلق، لكن غاية ما يطمحون إليه أن يسمح لهم بالوجود في إطار احترام تبادلي.
وإذا كان العنف قد تضاءل مقارنة بالتسعينيات، فإن التطرف الفكري قد زادت وطأته ، ولا عاصم من ذلك سوى إيمان الدولة بالتعددية والحوار، وتقوم فيه بدور الإدارة والتنظيم فقط، ولا تنصر فيه أحدا على أحد، ولا تنحاز فيه إلى جماعة بعينها ضد أخرى، ولا تستخدم سلطتها في تأليب تيار على آخر ثم تقوم بدور المتفرج.