في مكتبته التي زاد عدد محتواها عن خمسة الآلف كتاب ، مابين معاجم ومخطوطات وما بين مجلات ذات أعداد قديمة وما بين كتب وعناوين مختلفة ، لم يستطع أن يفهرسها حيث أنها أجمل عندما تكون على هذا الوضع .
كان لنا لقاء مع رائد أول مكتبة في الطائف ( مكتبة الزايدي ) وأول من أسس دار نشر في الطائف وهي ( دار الزايدي لطباعة والنشر ) لصاحبها محمد خلف الزايدي الذي يرصد لنا تاريخ ثقافي لحركة النشر والتأليف في محافظة الطائف ، يقول مستهلا حديثه : في مكة المكرمة نشأت ودرجت خطواتي على المسعى حيث كانت نافذة منزلنا تطل عليه ،من هناك وما أن يسدل الليل سدوله حتى اعود و قد تشبعت من تلك المكتبات الممتده على إمتداد باب السلا م متأملا عناوينها متأبط منها ما أستطعت شراءه ،وهناك كانت تباع الصحف المصرية والعربية أمام مدرسة الفلاح ،
وردا على سؤالنا عن زمن هذه البدايات الأولى قال : هذا في الستينيات الهجرية ، وكانت جريدة أم القرى لا تفارقني ولم يتجاوز ثمنها قرش أو أقل ، ولكنها تحمل من المقالات الثقافية والأدبية ما تعادل عندي كنوز الدنيا ، شغفت بالقراءة ، فتعمقت في ( وحي الصحراء ) وهو كتاب للأديبين محمد سعيد عبدالمقصود خوجه والأديب عبدالله بلخير ووعيت على ( الرسالة ) وهي مجلة ثقافية يشرف عليها آن ذاك احمد حسن الزيات و(الثقافة ) لأحمد أمين .،
_ويستطرد الزايدي تلك الأيام قائلا : لم يطل بي وعدت إلى الطائف محملا بهذا الإرث الثقافي ومعه شهادة الإعدادية لأقوم بتأسيس أول مكتبة في الطائف وهي مكتبة الزايدي ، وكان هذا في الثمانينيات ا لهجرية و كنت أجلب إليها الصحف والمجلات والكتب من لبنان ومصر وأتم توزيعها من خلال المكتبة ، التي كان ختمها من تصميم الوزير السابق علي الشاعر ، وكنت أسعد عندما أرى رواد مكتبتي من الأمراء والوزراء والمثقفين خاصة أن الطائف في الصيف تتحول إلى عالم آخر آ ن ذاك
هل كانت الوحيده ؟
لم يكن قبل إفتتاحي لها مكتبة ولكن فيما بعد جاءت مكتبة الثقافة
الحركة الثقافية كيف كانت ؟ وهل هناك جامع للمثقفين الطائفيين أو زوار الطائف ؟
الطائف كان يعج بحركة سياحية كبيرة لأن مقر الوزارات والدولة كان في الطائف ذلك الزمان وفي الصيف يختلف كل شيء ، أما الحركة الثقافية فكانت في المجالس الخاصة ،
ونترك للزايدي تذكر قصة اغلاق المكتبة فيروي مسترجعا ذلك الموقف فيقول : عند انتقال الوزارات لمدينة الرياض انتقلت انا إلى هناك حيث انتقال عملي ولم يكن هناك من يعتني بالمكتبة ففضلت إغلاقها ،و بقيت في الرياض حتى عدت وأسست مطبعة الزايدي ودار النشر هي رافد كبير ووعاء يصب في المكتبات ولم يكن في الطائف دار نشر آن ذاك
هل ما زالت دور النشر تقدم دورها كما كانت ؟
اعتقد أن ثمة إشكالية فيما يطبع ولكن دور النشر تعددت وتطورت ولكن أرى الكثير من المثقفين يلجأون لدور خارجية قد يكون لقلة التكاليف أو ربما لتوزيع وأكثر شيء هو أن هناك قيود تفرض على دور النشر هنا من المؤلف نفسه وربما يتعارض كثيرا فيما يتفق مع سياسة معينة لرقابة هنا
في التسعينات كيف كانت الحركة الثقافية في الطائف ؟
خفتت الحركة وربما انتقال الوزارات للرياض وعدم تواجدها كما كانت هنا وكان هذا مرتبط بأدباء ومثقفين و وزراء كان لهم حضورهم ولكن بقي التأثير في الطائف وهي تضم مثقفين كثر أمثال على العبادي محمد الشقحاء عبدالرحمن المعمر وغيرهم وكنا نجتمع في مكتبي في الدار ، وكنت انا أول من دعا إلى تأسيس نادي أدبي بالطائف وكان ذلك بحضور على العبادي ومحمد الشقحاء في مكتبي واتفقنا أن نرفع خطاب لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله حيث كان رئيسا لرعاية الشباب وقد دعا ذلك الحين في اجتماع الأدباء السعوديين والذي ترأسه رحمه الله في جامعة الملك عبدالعزيز إلى فتح أندية أدبية
وكيف ذلك؟
رفعنا خطاب وجاءت الموافقة من سموه بافتتاح نادي أدبي الطائف وكان هذا عام 1395 هـ ولم يكن هناك مقر له وكانت تعقد جلساته التحضيرية والتأسيسية في مكتبي في دار الزايدي لطباعة والنشر لعدة شهور حتى تم صرف مبلغ ليتم استئجار مقر لنادي في قروى
هل كنت عضو فيه ولمن كانت الرئاسة ؟
لم أسعى لمنصب في النادي ولكن حبي لطائف جعلني أسعى لافتتاح هذا النادي وقد أضاف بعد حركي لثقافة الطائف وقد ترأسه الأستاذ حمد الزيد وكان رجل منفتح فتنوعت الفعاليات التي كانت ذات بعد انفتاحي ولم تكن منغلقة على نفسها ، فحظيت أمسيات النادي بالدكتور غازي القصيبي والدكتور هشام ناظر وأصدر النادي عدت إصدارات وكانت تطبع في دار النشر عندي وربما أول إصدار هو كتاب ( سوق عكاظ في التاريخ والأدب )
لم يستمرا لزيد وجاء على العبادي هل ثمة اختلاف ؟
الزيد كان منفتح على الثقافات بينما العبادي منغلق وكان يفرض أسماء معينة كل عام هي التي تلقي وتكون حاضرة في جميع الفعاليات ولو نظرنا للحضور في عهد الزيد لوجدناه فوق ما كان في عهد العبادي إلا بوجود الصيني كان هناك حضور تجاوز المتوقع
ما السبب في رؤيتك ؟
العبادي لم يراعي ما ذا يريد المثقف هو كان يبحث عن ما يريد هو فحفلت فعاليات النادي في عهده بأسماء مكرره تطل علينا كل صيف وفي كل فعالية ،وكنت أنا ممن يحاول مع العبادي أن يكون منفتحا على الثقافة السائدة والجديدة من حيث الشعر الحديث ، ولكن لم أجد أذن صاغية حتى قيض للنادي الدكتور عثمان الصيني ليكون سكرتير النادي فأضفى تغييرا وأوجد وجوها حديثة وحداثية الفكر والرؤية وربما ورشة السرد التي شهدها النادي في عهده لم يشهد مثلها فيما بعد حتى الآن
وأيضا شهد النادي وجود محمد الثبيتي وتلك نقلة جميلة ولكن لم يطل المقام ليغادر الصيني ويعود النادي إلى التقليدية في الفعاليات وفي الطرح
الأندية شهدت تدوير في القيادات والأعضاء هل كان التدوير صانع لتغيير وتطوير ملحوظ ؟
ياسيدي لأندية أدبية وليس أبدية القيادة لاتتغير قياداتها وأعضاءها التغيير جميل والتدويير لكن لو أتسعت فيه دائرة قاعدة الأعضاء العاملين فيه وأستقطبت جميع المثقفين فمجلس الإدارة يسمى عضوا إداريا بينما العضو العامل هو من المثقفين خارج الإدارة لذلك كنت أن تتسع دائرة المجلس قبل الترشيح لتضم أعضاء مختلفين و لكن هناك ثمرة نا ضجة أكثر لهذا التغييرولو حددت العضوية بعام واحد لكان هذا أفضل لكي يكون هناك جهد وجد ولإثبات لبقاء
هل يعني هذا انك سعيد بالحراك الثقافي الطائفي ؟
انا سعيد جدا وخاصة بعودة سوق عكاظ والتي تمثل نقلة نهضوية للثقافة ولكل شيء جميل وستحظى الطائف بالكثير من الفعاليات التي أزعم بإنها سوف تضيف الجميل والجديد لثقافة بصورة عامة وعن الوطن
لك رؤية في شاعر عكاظ هل تحدثنا عنها ؟
مسابقة شاعر عكاظ والتي فاز بها التهامي أنا كنت معترضا عن القصيدة التي كان تقليدية ومحاكاة لأحمد شوقي ولم تكن جديدة للشاعر ولكن ربما حملت نوعا من الإطراء للمملكة تم ترشيحها رغم انها عادية جدا
اضغط على النجوم أدناه للتصويت:
20406080100
بمعدل: 4.9 (27)
مقالات أخرى من نفس الكاتب:
- راشد الشمراني: “بيني وبينك” لن يزيد عن ستة أجزاء
- سوق عكاظ يناشد الشعراء الشباب المشاركة واقتراح لقافلة إعلامية
- «سيرة الورد» في الطائف تختم فصولها برحيل «الفتى الأسمر» الفنان يوسف محمد
- «دارين» من أدبي الشرقية
- قبيلة المناصير تحتفل بالشعر والشعراء في تكريم سلطان
- الشهيب القلطة
- رفيف السفياني قريباً
- الحارثي يضع «نقطة آخر السطر»
- ملتقى الضاد وصروح العلم
- دربالة : القصيدة زائرة غاوية قاتلة تحتاج للإخلاص