اقتصرت أحلام صناع الفيلم السينمائي المصري ومحبيه على إنشاء متحف للسينما المصرية يظهر ملابس الفنانين والفنانات القدامى كانوا قد ارتدوها خلال تصويرهم الأفلام السينمائية التى أنتجت في فترة الثلاثينيات والأربعينيات في القرن الماضي، وأفيشات هذه الأفلام وبعض المقتنيات السينمائية؛ حيث لم يجدوا مساحة كبيرة من الأرض لبناء مبنى أنيق يليق بسينماتيك مجهز بأحدث الأجهزة السمعية والبصرية ومعامل حدثية للصوت وأخرى للألوان وقاعات للعروض والندوات السينمائية ومكتبة سينمائية وأرشيف سينمائي يتضمن أفلام فيديو وأفلام سينما روائية وتسجيلية..
كما ضاقت أحلام صناع الفيلم السينمائي ومحبيه إلى درجة البحث عن مكان يأوي هذا المتحف المتواضع، فبعد بحث طال لأكثر من عامين بدأ التفكير جديًّا في إنشاء هذا المتحف المتواضع، المنوط به الحفاظ على التراث السينمائي المصري أثناء تولى الدكتور صلاح حسب النبي رئاسة مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء واستوديوهات السينما، على إثر الشائعات التى ترددت قبل تسع سنوات حول ضياع وتلف أفلام وأفيشات سينمائية وملابس وأجهزة ومعدات تصوير يرجع تاريخها إلى عام 1937.
ويبدو أن إقامة مثل هذا المتحف المتواضع تطلب مزيدًا من التفكير لدى كل من تولى مسؤولية الشركة منذ “حسب النبى” وحتى عصام عبدالهادي رئيس مجلس دارة شركة مصر للصوت والضوء واستوديوهات السينما الحالي. فما جاء على لسانه ونشرته الصحف مؤخّرًا يشي بأن أحلام كبار المسؤولين عن الثقافة المصرية تضيق كثيرًا عن التوقعات الكبيرة التى ينتظرها صناع الفيلم السينمائي فى منطقة الشرق الأوسط.
حيث أوضح في تصريحاته أن المتحف سيضم 600 قطعة من ملابس كبار الفنانين والفنانات القدامى وأكثر من 500 ملصق سينمائي للأفلام القديمة، ومجموعة من كاميرات التصوير السينمائي القديمة التى يبلغ عمر الواحدة منها مائة عام، ومجموعة من السيوف والكؤوس التى استخدمت فى تصوير عدد من الأفلام التاريخية.
وتشير التصريحات عن محتويات متحف السينما الذي ستستضيفه دار الأوبرا المصرية أن احد هواة جمع المقتنيات الخاصة بتاريخ السينما المصرية لديه فى بيته من هذه المقتنيات ما يجعل مقتنيات المتحف المنتظر لا تتوارى خجلاً أمام كنوز مقتنيات هواة التراث السينمائي فى مصر والدول العربية.
وتتردد فى الأوساط السينمائية المصرية شائعات بعضها يشير إلى ضياع وتلف الكثير من مفردات التراث السينمائي المصري دون أدنى محاولة من الجهات الثقافية المسؤولة لفتح تحقيق لمعرفة المتسبب عن هذا الإهمال الجسيم ومحاسبته، فيما تشير شائعات أخرى إلى تورط مسؤولين كبار فى تسهيل نهب الأرشيف السينمائي المصري وسرقة مقتنيات في غاية الأهمية منها أجهزة ومعدات وكاميرات تصوير وأفلام سينمائية قديمة تسربت من مصر وتم بيعها إلى قنوات فضائية متخصصة فى بث وإذاعة النسخ الوحيدة المتبقية من أفلام السينما المصرية التى أنتجت منذ عام 1935.