افتتاح هزيل وحضور فني ضعيف لأُولى دورات مهرجان المسرح العربي

ردود أفعال متباينة أثارها مهرجان المسرح العربي في دورته الأولى ، بسبب الافتتاح الهزيل الذي بدأ به الأسبوع الماضي بالقاهرة أو الحضور الفني الضعيف، في الندوة الفكرية للمهرجان أو الحضور الجماهيري للعروض ، خاصة وأن المهرجان لم يحظ بالاهتمام الدعائي قبل انطلاقه ، وان كان القائمون على المهرجان يبررون قلة الأعمال المسرحية المشاركة بتعديل موعد بدء الدورة الأولي من 10 يناير الماضي بسبب أحداث العدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية العام المنقضي ، مما دفع عدد من الدول الاعتذار عن الحضور أو استبدال العروض المقدمة ، وأيضا الغياب الواضح لدول عربية كثيرة واشتراك 11 دولة فقط في المهرجان الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح كحدث أول بعد عام من إنشائها برعاية الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة .
وكانت الهيئة قد أطلقت مبادرة لاختيار يوم 10 يناير كيوم للمسرح العربي على غرار اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس، يلقي فيه فنان مسرحي عربي كلمه الهيئة كل عام في افتتاح المهرجان. وتم تأجيل الإعلان عنه بالتبعية بعد تأجيل المهرجان نفسه، الذي كان حلم يراود المسرحيين العرب خاصة وان هناك مهرجانات تقام للمسرح التجريبي في مصر ويشارك فيها فرق أجنبية ومهرجان للمسرح القومي ولا يوجد مهرجان خاص بالمسرح العربي.
وقالت سيدة المسرح العربي الفنانة «سميحة أيوب» في كلمة يوم المسرح العربي خلال الافتتاح «لا يملك شخص مثلي في هذه المناسبة إلا أن يلتفت إلى الوراء، وليس في ذلك ما يعيب، فالتاريخ تجربة الإنسان الكبرى، ولا يملك إلا أن يتطلع إلى الأمام، فالمستقبل منارة الحاضر وبوصلته، ولا أملك الا أن أعود إلى تجربتي المسرحية، حيث عايشت عقوداً عدة صعد فيها المسرح وصعدت معه إلى الذروة، وفي بعض الأحيان تراجع المسرح وقلوبنا تعتصر فالمسرح كان لنا بمثابة البيت والأهل والوطن.
وأضافت: «من يعش على خشبة المسرح، يتنفس هواءه، ويجهل ويتجاهل شيئاً واحداً، ألا وهو إسدال الستار، فحياة المسرحي بلا ستار، وإنما هي رحلة ممتدة إلى الأبد «
وطلب أشرف زكي رئيس الهيئة العربية التغاضي عن الأخطاء التي قد يقع فيها المهرجان خاصة وانه في دورته الأولي وتسعى الهيئة إخراج المهرجان بأفضل شكل ممكن ، رغم حفل الافتتاح الذي وصفه البعض بالهزيل لغياب شخصيات مهمة عن الحضور مثل الشيخ سلطان القاسمي ووزير الثقافة المصري فاروق حسني بسبب تفضيل الأخير افتتاح دار الأوبرا الجديدة بدمنهور والاكتفاء بلقاء مع أعضاء هيئة المسرح قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان.
عروض في المهرجان
وعرض خلال المهرجان 13 مسرحية تمثل 12 دولة أبرزها العرض الفلسطيني « أنا القدس « للمخرج ناصر عمر ، « القطار الأخير « للمخرج الجزائري يحيي بن عمار ، والعرضان المصريان « سي على وتابعه قفه « ، «السلطان الحائر «، « المرجو اصطحاب الكبار» للمخرج السوداني عوض حسن الإمام .
ولاقي العملان المصريان انتقاداً قبل عرضهما خاصة انه تم استبدال عمل مسرحي للكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلامونى وإشراك « السلطان الحائر بدلاً منه ، وهو ما برره أشرف زكي رئيس المهرجان بأن عمل السلامونى توقف عن العرض قبل انطلاق المهرجان بشهرين وسيكون من الخطأ أن تشارك مصر بعرض توقف منذ فترة طويلة ولذلك كان اختيار عرض « السلطان الحائر « خاصة انه سيكون أول عرض له على خشبة المسرح .
أما أكثر العروض جذباً للرأي كان العرض الفلسطيني « أنا القدس « و حاول من خلالها المخرج ناصر عمر أن يستعرض تاريخ القدس من خلال شخصية سيدة تقوم بدورها الممثلة إيمان عون وشاب وفتاة يقومان بإستعرضات راقصة صامتة، و تروى البطلة أهم المراحل التاريخية المختلفة لمدينة القدس بداية من الكنعانيين وما تبعهم من غزاة متعددين من الفراعنة والأشوريين والفرس وصولاً إلى التاريخ المعاصر.
قدم العرض قراءة جديدة للتاريخ، بداً من الميثولوجيا الكنعانية التي تم طمسها وتزويرها في عدد من الكتب والسجلات التاريخية،ولم يسهم تمييز العرض بجودة الأداء الحركي للمثلين في كسر حدة ملل المشاهدين أثناء متابعتهم للعرض بسبب طريقة عرض الأحداث على المسرح والتي كانت كثيرة الشبه بالسرد والحكي رغم
استخدام مؤثرات بصرية وصوتية، لتعبر عن الجو النفسي للمسرحية. وعبر بعض النقاد الحاضرين للعرض عن أسفهم لوجود بعض المعلومات التاريخية المغلوطة داخل العرض، وعلق عليه المخرج ناصر عمر قائلاً: كيف يمكن أن نحقق الاستغلال الفكري، ونفسح المجال للعلمانية بعيداً عن النصوص المسرودة فى الروايات، فجميع الكتب التاريخية الموجودة فى أوروبا والدول العربية مغلوطة ولا أساس لها من الصحة.
وأضاف قائلاً: هناك الكثير من السجلات التاريخية التي تم طرحها فى أوروبا فقط احتوت على العديد من التناقضات بين سطورها، وتم سحبها من الأسواق فور صدورها دون أن يعلم عن وجودها أحد، لذلك قمت بكتابة هذا العرض بناء على ما فهمته من قراءتي المتعددة لتاريخ مدينة القدس.