جاء قرار المجلس الأعلى للآثار المصرية بضم الجبلاية الملكية والكشك الياباني بحديقة حيوان الجيزة لقائمة الآثار الإسلامية والقبطية لتفردهما المعماري والأثري والتاريخي ليضع حداً للأنباء التي تتردد بقوة بطرح أراضيها أمام المستثمرين ونقل الحيوانات إلى خارج القاهرة، الأمر الذى أثار المخاوف من طمس وضياع القيمة التاريخية للحديقة ومنشآتها، والتي تضم عددًا من المباني والمعالم المميزة، وأهمها الكشك الياباني وهو متحف صغير تعرض فيه مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة وتم تشييده بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر في عام 1924، والجبلاية الملكية التى تم بناؤها من الشعب المرجانية عام 1867، كما يوجد بها مجموعة من المباني الأثرية الأخرى مثل بيت الدببة والذي تم بناؤه عام 1891، وبيت الضباع وبني عام 1896 وبيت الفيلة وبني عام 1900، وبيت السباع الرئيسي الذي بني عام 1901، وبيت الزواحف الذي بني عام 1902 ، وحظائر التياتل وبنيت عام 1905 ، وتضم أيضًا الكوبري المعلق والبوابة القديمة ومتحف الحيوان والاستراحة الملكية وكشك الموسيقي وجبلاية الإبداع وكشك البقرة المقدسة والحرملك .
ويشير تاريخ المنطقة إلى أنه عندما فكر الخديو اسماعيل في انشاء حديقة الحيوان عام 1891 كان هدفه إقامة تحفة جمالية تتخطى حدود الإبهار وتضم اكبر مجموعة ممكنة من الحيوانات والطيور النادرة مع تكوين بيئة برية تمكن هذه الحيوانات من التعايش بعيدا عن موطنها الأصلي.. وتحقق له ما أراد حيث صارت حديقة الحيوان واحدة من افضل خمس حدائق علي مستوي العالم وامتازت باقتناء الحيوانات النادرة ونباتات واشجار شديدة الندرة.. بجانب المتاحف والجبال الصناعية والجسور المعلقة ومن بينها الكوبري المعلق الذي صممه المهندس الفرنسي الشهير 'ايفل'.. ولذلك حفلت الحديقة بزيارات مهمة لملوك ورؤساء دول العالم.. والى وقت قريب كانت حديقة الحيوان ضمن البروتوكول الرسمي لزيارات الضيوف وكبار الشخصيات.
وقام محمد توفيق ابن الخديوي عباس بافتتاح الحديقة في العام 1891 ، وكانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا"، وظلت لسنوات طويلة من أجمل حدائق الحيوان في الشرق الأوسط ولكن تسلل الإهمال إليها، الأمر الذي أدى إلى خروجها من الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان عام 2004 ، ومن الطريف أن الزرافة الوحيدة التي كانت موجودة بالحديقة ماتت منذ أكثر من عامين بعد أن ظلت لفترة طويلة تعاني من حالة اكتئاب عقب وفاة وليفتها، وفي عام 2006 أغلقت الحديقة لفترة بعد أن نفقت عشرات الطيور داخلها بسبب أنفلونزا الطيور ، وبعد ذلك جاءت كارثة قيام عصابة من العاملين بالحديقة بذبح جملين من الجمال الموجودة داخلها. إلا أنه في عام 2008 م بدأت الأمور تتحسن داخل حديقة حيوان الجيزة التي تضم 5500 حيوان وطائر ، ويصل عدد أنواع الحيوانات والطيور فيها إلى 173 نوع ، حيث تم تغيير الإدارة المسؤولة عن الحديقة ، لتقوم الجديدة بمحاولة تحسين الأوضاع داخل الحدديقة ، وهو ما نجحت فيه بالفعل في الفترة الماضية ، حيث استعادت الحديقة مكانها في الإتحاد الأفريقي لحدائق الحيوان كخطوة في سبيل عودتها إلى الاتحاد العالمي.
وتتميز الحديقة بمماشيها المميزة المغطاة بالحجارة الملونة والموضوعة فى أشكال هندسية رائعة، هذا بالإضافة إلى المجارى المائية والبحيرات والكبارى والتلا ل المعدة لسكن الحيوانات المختلفة ،وتتكون الحديقة من خمسة مناطق فى صورة تلال أكبرها تم تشييده سنة 1867 ويسمى تل القلعة وهو مزين بمجموعة من التماثيل للديناصورات المنقرضة والتماسيح وطيور ذات أشكال غريبة، ويوجد على قمة التل حديقة صغيرة يمكن الصعود إليها بواسطة طريق حلزونى وتحتوى هذه الحديقة على مماشى مغطاة بالنباتات ومجموعة من مساقط المياه ومساحة فى المنتصف تستخدم كمكان للراحة كما يوجد بها مجموعة من التماثيل لطيور وزواحف مصنوعة من الأسمنت والحصى. وتنساب المجارى المائية عبر مجموعة من الكهوف التى تحتوى على صخور مرجانية بيضاء معلقة داخل شلالات تؤدى إلى بحيرة صغيرة ذات جزيرتين متصلتين معاً بكوبرى خشبى، وأمام بيت الأسود يوجد إثنين من التلال الصناعية متصلين معاً بكوبرى حديدى معلق نادر وهو الوحيد من نوعه فى مصر. ويوجد متحف تم بناؤه سنة 1906 يتكون من ثلاث قاعات كبيرة ويعرض فيه مجموعات كبيرة من الطيور والزواحف والأسماك والحيوانات المحنطة علاوة على مجموعة من الهياكل العظمية،ويوجد أيضاً قاعتين يعرض بهما مجموعات مختلفة من جلود الزواحف والطيور وملحق بالمتحف معمل للتحنيط.