منتديات أسلام العرب
عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" SIx70218
منتديات أسلام العرب
عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" SIx70218
منتديات أسلام العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" 3129fd1

 

 عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
| | الادارة | |
| | الادارة | |



ذكر عدد المساهمات : 1251
نقاط : 129483
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/08/2008
الموقع : www.islam4arab.ahlamontada.net

عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" Empty
مُساهمةموضوع: عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله"   عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" Icon_minitime1الأحد سبتمبر 13, 2009 7:11 am

عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله" Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1250269453992&ssbinary=true






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغـــفره ، ونعــوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشــهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محـــــمد عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُــواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُـوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (( آل عمران : 102))

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُــــم مِّن نَّفْــسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُــمَا رِجَــالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُــونَ بِهِ وَالأَرْحَـــامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }(( النساء : 1))

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُــوا قَــــوْلاً سَدِيـــداً {70} يُصْلِـحْ لَكُـــمْ أَعْمَالَكُـــمْ وَيَغْفِــرْ لَكُــمْ ذُنُوبَكُمْ

وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَـدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71} ((الأحزاب: 70-71 )) .

أما بعــد فهــــذا اعتقـــــادنا اعتقـــاد الفـرقة النــــاجية المنصورة إلى قيام السـاعة أهل الســــنة والجمــــاعة.

وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسـله والبـعـــث بعد الموت والإيمان بالقدر، خيره وشره .

وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلــم، فالســنة تفسر القران، وتبينه ، وتدل عليه ، وتعبر عنه .

ومن أصول أهل السنة والجماعة :

أن الدين والإيمان : قول ، وعمل .

قول: القلب واللسان .

وعمل: القلب ، واللسان ، والجوارح .

وأن الإيمان : يزيـــد بالطـاعة ، وينقـص بالمعصــية .

وهم مع ذلك ، لا يكفـــرون أهـــــل القــــــبلة بمطـــــلق المعاصي والكبائر كـمــا يفعله الخـوارج ، بل الأخـوة الإيمانية ثابتة مع المعــاصي ، كمــا قـــال سبــحانه : {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِـــنْ أَخِــيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَـاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}

(( البقرة : 178 )) .

وقال تعالى:{وَإِن طَائِفَتَــــانِ مِـــنَ الْمُؤْمِنِــــينَ اقْتَتَــلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَــتْ إِحْـــدَاهُمــَا عَلَى الْأُخْـــرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَــإِن فَـاءتْ فَأَصْلِحُـــوا بَيْنَهُـــمَا بِالْعَــــدْلِ وَأَقْسِطُــــوا إِنَّ اللَّهَ يُحِـبُّ الْمُقْسِطِينَ{9} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْــوَةٌ فَأَصْلِحُـــوا بَـيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{10}(الحجرات : 9 - 10)

سلامة قلوبهـم وألسنتـــهم لأصحـــاب رســـول الله صلى الله عليه وسلم .

كما وصفهم الله به في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَــا وَلِإِخْـــوَانِنَا الَّذِيــــنَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَـانِ وَلَا تَجْعَـــلْ فِي قُلُـوبِنَا غِــــلّاً لِّلَّذِيــــنَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (( الحشر : 10 )) .

وطـــاعـــةُ النــبي صــــلى الله علـــــيه وسلم في قـــولــه :

" لا تسبـــوا أصحـــــابي فو الـــذي نفســـي بيــده لــــو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحـــدهم ولا نصيفه "

ويقبلون ما جاء به الكتاب أو السنة أو الإجماع من فضائلهم ومراتبهم .

ويفضلون من أنفــق من قبل الفتــح – وهو صــلح الحديبية – وقاتل علي من أنفـــق من بـعــد وقــاتـل .

ويقدمون المهاجرين علي الأنصار .

ويؤمنـــــون بـــأن الله قـــال لأهــــل بدر – وكــــانــوا ثلاثمائة وبضعة عشـــر – " اعملوا مـا شئتـــم فقـد غفرت لكم " .

وبأنه لا يدخل النار أحد بايــع تحت الشجـرة ، كـما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلـــم ،بل لقــــد رضــي الله عنهم ورضــــوا عــنه وكـــــانوا أكـــــثر مــن ألــف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رســـول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة ، وكثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة .

ويقرون بما تواتر به النقـــــل عن أمير المؤمنــين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خــير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكـــر ثم عمــــر ويثلثون بعثـمان ويربعــون بعلــي – رضي الله عنهــم – كـما دلت عليه الآثار .

ويحــــبون أهــل بيــت رسـول الله صلــــى الله علــــيه وسلم ويتولونهــم .

ويحفظون فيـهم وصـــية رسول الله ، حيــــث قـــال يوم غدير خم : " أذكركم الله في أهل بيتي "

ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمهات المؤمنين يؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة ، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده علي أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق – رضي الله عنها – التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام" .

ويتبــرءون مــــن : طريقــة " الروافــض " الــــــذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقـة " النواصب" الذين يؤذون " أهل البيت " بقول أو عمل .

ويمسكون عما شجر بين الصحابة ،وأنّ ما حدث بينهم من شجار كانوا فيه متأولين والمتأول مجتهد والمجتهد قد يصيب وقد يخطأ فمن أصاب منهم فله أجران مع الشكر ، ومن أخطأ فله أجر مع العذر ونقول في الدماء التي حدثت بينهم كما قال عمر بن عبد العزيز : هذه دماء قد كفّ الله عنها أيدينا فلا نلطخ بها ألسنتنا .

ومن أصول أهل السنة :

التصديق بكرامـــات الأوليـــاء ، ثم من طــريقة أهـــل السنة والجماعة :

•إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً .

•وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .

•إتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجد ، وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعه ضلاله ".

•ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .

•ويؤثرون كلام الله علي غيره من كلام أصناف الناس .

•ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ، ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة .

وسموا أهل الجماعة ، لأن الجماعة هي الاجتماع وضده الفرقة .

ثم هم مع هذه الأصول :

•يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر علي ما توجبه الشريعة .

•ويرون إقامة الحج ، والجهاد ، والجمع ، والأعياد مع الأمراء ، أبراراً كانوا ، أو فجاراً .

•ويحافظون علي الجماعات .

•ويدينون بالنصيحة للأمة .

•ويعتقدون معني قوله صلى الله علي وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " .

وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم .

وقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو ؛ تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر "

•ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمرِ القضاء .

•ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال .

•ويعتقدون بمعــني قولـه صلــى الله علــيه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً "

•ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .

•ويأمــــرون ببر الوالــدين ، وصلة الأرحــام وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى ، والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك .

•وينهون عن : الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة علي الخلق بحق أو بغير حق .

•ويأمرون بمعالي الأخلاق .

•وينهون عن سِفسافُها .

•وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم.

•وفيهم الصديقون والشهداء و الصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى .

•وفيهم: الأبدال .

•ومنهم : أئمة الدين ؛ الذين أجمع المسلمون علي هدايتهم ودرايتهم .

•وهم الطائفة المنصورة : الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي علي الحق ظاهرين ؛لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، حتى تقوم الساعة " .

فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة ،إنه هو الوهاب والله أعلم .

وصلى الله علي محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً .

"العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى"

أما عقيدتنا في الحاكمية و المجالس التشريعية :-

فضيلة شيخنا الشيخ حمود بن عبد الله بن عقلاء الشعيبي حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..

فقد كثر في هذا العصر اعتماد الحكام في العالم الإسلامي والعربي وغيرهم على تحكيم القوانين الوضعية بدلا من تحكيم شرع الله فما هو الحكم على هؤلاء الحكام؟

نرجوا أن يكون الجواب مدعما بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال العلماء .

الجواب ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...

فإن الله سبحانه وتعالى عندما بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين القيم الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور ، وكان الناس إذ ذاك يهيمون في ظلمات الجهل والضلال ، غارقين في بحر الخرافات والتقاليد البالية ، التي ورثوها عن آبائهم وأسلافهم في جميع أمورهم ، في المعتقدات والعبادات والتقاضي والمحاكمات ، فكانت معتقداتهم وعباداتهم قائمة على الشرك بالله سبحانه وتعالى ،فيجعلون له شركاء وأندادا من شجر وحجر وملائكة وجن وبشر وغير ذلك ، يتقربون إليهم بشتى أنواع القرب التي لا يجوز صرفها لغير الله ، كالذبح والنذر وغير ذلك .

أما التقاضي والمحاكمات فهي لا تقل ضلالا وفسادا عن طريقتهم في العبادة ، إذا كانوا ينصبون الطواغيت والكهان وعرافين ، يتولون القضاء بين الناس في جميع ما ينشأ بينهم من خلاف وخصومة في الأموال والدماء والفروج وغير ذلك ، يقيمون في كل حي واحدا من هؤلاء الطواغيت ، وإذا صدر الحكم فهو نافذ لا يقبل النقض ولا التعقيب ، على الرغم من كونه جائرا ظالما ، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الشريعة المطهرة أبطل هذه العادات ،والتقاليد وقضى عليها ، وقصر العبادة على الله سبحانه و تعالى ، وقصر التقاضي والتحاكم على شرع الله ، قال تعالى ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) الآية، وقوله ( إن الحكم إلا لله ) قصر الحكم على شرع الله ، و ( ألا تعبدوا إلا إياه ) : قصر العبادة لله سبحانه وتعالى على عبادته سبحانه وتعالى بطريقة هي أبلغ طرق القصر وهي النفي والاستثناء .

ثم إن المستقرئ لكتاب الله يجد في الآيات الكثيرة التي تنص على وجوب التحاكم إلى ما أنزلها لله من الشرع المطهر على نبيه صلى الله عليه وسلم :

2-(قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ، فهذه الآية الكريمة نص في كفر من عدل عن حكم الله ورسوله إلى غيره) .

وقد حاول الجهلة من مرجئة العصر أن يصرفوا دلالة هذه الآية عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله فقالوا : الآية نزلت في اليهود ، فلا يشملنا حكمها .

وهذا يدل على مدى جهلهم بالقواعد الأصولية التي وضعها علماء التفسير والحديث وأصول الفقه ، وهي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإذا نزل حكم على سبب معين فإنه لا يقتصر على سببه ، بل يتعداه ، فيشمل كل من يدخل تحت اللفظ ، و ( مَنْ ) في الآية صيغة عموم ، فلا يكون الحكم مقصورا على سببه إلا إذا اقترن به نص من الشرع يقصر الحكم على سببه ، كقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله أحد الصحابة رضي الله عنه : يا رسول الله إنه كانت لي عناق أحب إلىّ من شاة فضحيت بها فهل تجزئني ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك .

وقالوا أيضا (أي المرجئة ) قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن تفسير هذه الآية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فقال ابن عباس : كفر دون كفر ، وفي رواية : ليس الكفر الذي يذهبون إليه .

والجواب عن هذا أن نقول : هشام بن حجير راوي هذا الأثر عن طاووس عن ابن عباس متكلم فيه من قبل أئمة الحديث كالإمام أحمد و يحي بن معين وغيرهما ، وقد خالفه في هذه الرواية عن طاووس من هو أوثق منه وهو عبد الله بن طاووس ، وقد روى عن أبيه أن ابن عباس لما سئل عن تفسير هذه لآية قال : هي به كفر.

1- (قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .

هذه الآية نص في انتفاء الإيمان عمن لم يحكّم شرع الله، لأن الله أقسم فيها على انتفاء الإيمان عن المرء حتى توجد منه غايات ثلاث :

أ – التحاكم إلى شرع الله .

ب – إلا يجد في نفسه حرجا في ذلك ، بل يرضى به .

ج _ أن يسلم لحكم الله ويرض به .


وكما حاول المرجئة صرف دلالة الآية السابقة عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله ،فقد حاولوا أيضا صرف دلالة الآية عن انتفاء الإيمان ، فقالوا : إن النفي لكمال الإيمان ، لا لنفي حقيقته ،

وما علم هؤلاء الجهلة أن الأصل في الكلام العربي الحقيقة ، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا اقترن به قرينة توجب صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح ، فأي دليل وأي قرينة توجب صرف هذه الآية عن نفي حقيقة الإيمان إلى نفي كماله .

3- (قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) ، هذه الآية الكريمة نص في أن من يتحاكم إلى الطاغوت أو يحكمه فقد انتفى عنه الإيمان بدليل قوله تعالى (يزعمون أنهم آمنوا ) ، إذ لو كانوا مؤمنين حقا لما عبر عن ادعائهم الإيمان بالزعم ، فلما عبر بالزعم دل على انتفاء حقيقة الإيمان بالله ، كما أن في قوله تعالى ( وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) دليل أيضا على انتفاء حقيقة الإيمان عنهم ،ويتضح كفر من تحاكم إلى الطاغوت أو حكّمه بمعرفة سبب نزول هذه الآية ، وقد ذكر المفسرون أن سبب نزول الآية أنها كانت بين رجل من اليهود وآخر من غير اليهود خصومة ، فقال اليهودي : نترافع إلى رسول الله ، وقال الآخر : بل نترافع إلى كعب بن الأشرف اليهودي، فنزلت هذه الآية ، وقال الشعبي : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فقال اليهودي : نترافع إلى محمد،عرف أنه لا يأخذ الرشوة ، وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود، لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ، فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة ، ويتحاكما إليه ، فنزلت ( ألم تر إلى الذين يزعمون .. ) الآية ، وهذا الأثر المروي عن الشعبي وإن كان فيه ضعف إلا أن له شواهد متعددة تعضده وتقوية ، ووجه الاستشهاد بسبب نزول هذه الآية على كفر وردة من ذكروا فيها : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل الرجل الذي لم يرض بحكم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو لم يكن مرتدا لما قتله .

كما روي عن عروة بن الزبير أنه قال : اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحدهما، فقال الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر رضي الله عنه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : نعم انطلقوا إلى عمر ، فانطلقا ، فلما آتيا عمر ،قال الذي قضى له : يا ابن الخطاب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي ،وإن هذا قال : ردنا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : أكذلك ؟ للذي قضى عليه ، فقال نعم ، فقال عمر : مكانك حتى أخرج فأقضي بينكما ، فخرج مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله .

وهذا الاختلاف الحاصل في سياق القصة لا يقدح في ثبوتها لاحتمال التعدد ، كما أنفي قوله تعالى : (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) دلالة على أن من صد عن حكم الله ورسوله وأعرض عنه فحكّم غيره أنه منافق ،والمنافق كافر .

وكما أن المحكم للقوانين الوضعية كافر كما تقدم ،فإن المشرع للقوانين والواضع لها كافر أيضا ، لأنه بتشريعه للناس هذه القوانين صار شريكا لله سبحانه وتعالى في التشريع قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )( وقال تعالى ) ولا يشرك في حكمه أحدا ( وقال عز وجل ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ، ولهذا لما سمع عدي بن حاتم هذه الآية قال يا رسول الله : إنا لسنا نعبدهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ، قال : بلى ، قال : فتلك عبادتهم .

فتبين من الآية الكريمة من حديث عدي بن حاتم أن التحليل والتحريم والتشريع من خصائصه سبحانه وتعالى، فمن حلل أو حرم أو شرع ما يخالف شرع الله فهو شريك لله في خصائصه .

ومما تقدم من الآيات الكريمة وتعليقنا عليها يتبين أن من حكم بغير ما أنزل الله وأعرض عن شرع الله وحكمه أنه كافر بالله العظيم خارج من الإسلام ، وكذلك مثله من وضع للناس تشريعات وضعية ، لأنه لو لم يرض بها لما حكم بها ، فإن الواقع يكذبه ، فالكثير من الحكام لديه من الصلاحيات في تأجيل الحكم ، وتغيير الدستور والحذف وغيرها .

وإن تنـّزلنا وقلنا إنهم لم يضعوها ويشرعوها لشعوبهم فمن الذي ألزم الرعية بالعمل بها ومعاقبة من خالفها ؟

وما حالهم وحال التتار الذي نقل ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله الإجماع على كفرهم ببعيد ، فإن التتار لم يضعوا ولم يشرعوا ( الياسق ) ، بل الذي وضعه أحد حكامهم الأوائل ويسمى ( جنكيز خان )،فصورة هؤلاء كحال أولئك .

وبذلك يتبين أن الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى يقع في الكفر من جهة أو جهتين :

الأولى : من جهة التشريع إن شرع .

الثانية : من جهة الحكم إن حكم .

وحيث قد فرغت من ذكر النصوص الدالة على كفر من يحكّم القوانين الوضعية فسأذكر الآن أقوال العلماء والأئمة على كفر محكّمي القوانين :

أولا : قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية كما في الفتاوى ( 3 / 267) :

والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء .

وقال في الفتاوى 35 / 372 :

ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا ، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة .

ثانيا : قال ابن كثير في البداية والنهاية ( 13 / 119) :

من ترك الشرع المحكّم المنـّزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر ، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه ، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين .

ثالثا : قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله بعد أن ذكر النصوص الدالة على كفر محكّمي القوانين :

وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم ، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم .

رابعا : شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في تعليقه على قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون...) ، قال : وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم ،نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي بالقسم . هذا ما قاله رحمه الله في تعليقه على هذه الآية .

وحيث إنني لازمت حلقته رحمه الله سنوات عدة فقد سمعته أكثر من مرة يشدد في هذه المسألة ويصرح بكفر من حكم غير شرع الله ، كما أوضح ذلك في رسالة تحكيم القوانين .

خامسا : شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته ( نقد القومية العربية ص 39 ) قال عمن اتخذ أحكاما وضعية تخالف القرآن : وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة كما قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) وقال تعالى ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) .. إلى أن قال الشيخ رحمه الله : وكل دولة لا تحكم بشرع الله ولا تنصاع لحكم الله فهي دولة جاهلية كافرة ظالمة فاسقة بنص هذه الآيات المحكمات ، يجب على أهل الإسلام بغضها ومعاداتها في الله ، وتحرم عليهم مودتها وموالاتها حتى تؤمن بالله وحده وتحكم شريعته.

وما ذكرته من نصوص وأقوال للعلماء كاف في بيان أن تحكيم القوانين الوضعية كفر ،وأن المحكم لها كافر بالله العظيم ، ولو نقلت ما قاله علماء الأمة وأئمتها في هذا الباب لطال الكلام ، وبما ذكرته كفاية لإجابة السائل على سؤاله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الصحابة رضي الله عنهم أجمعين الصحابة الكرام كلهم عدول ، وهم أفضل هذه الأمة ، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة ، ومحبتهم دين وإيمان ، وبغضهم كفر ونفاق ، مع الكف عما شجر بينهم ، وترك الخوض فيه بما يقدح في قدرهم ، وأن القتال والشجار الذي حدث بينهم كانوا فيه متأولين فمن أصاب منهم له أجران مع الشكر ، ومن أخطأ فله أجر مع العذر، وما أريق بينهم من دماء قد كف الله عنها أيدينا فلا نلطخ بها ألسنتنا .

وأفضلهم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم على ، وهم الخلفاء الراشدون ، وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتيبهم.

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

القضاء والقدر

موجز اعتقاد أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر :

الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره يشمل :

1-الإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون كيف يكون فقدر ذلك وقضاه وكتبه في اللوح المحفوظ .

2-أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فلا يكون في ملك الله تعالى إلا ما يشاء ، فإذا شاء جاء ما شاء في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء .

3-أهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى الإرادة والمشيئة ، وأن للمخلوق إرادة ومشيئة ولكنها تابعة لإرادة الخالق ومشيئته .

4-لا جبر ، ولا نفي للقدر ، والإنسان فاعل مختار على الحقيقة والله خالق الإنسان وخالق أفعاله .

5-والله عليم بعباده علم إحاطة فيعلم من يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ، فأما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة ، ولذلك فكل ميسر لما خلق له .

6-هداية العبادة وإضلالهم بيد الله فمنهم من هداه الله فضلاً ، ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً .

7-إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى فما خلق الله تعالى في كونه من شئ إلا لحكمة بالغة قد نعلمها وقد لا نعلمها .

8-الآجال مكتوبة والأرزاق مقسومة ، والسعادة والشقاوة مكتوبتان على الناس قبل خلقهم .

9-الاحتجاج بالقدر يكون على المصائب والآلام ، ولا يجوز الاحتجاج به على المعايب والآثام ، بل تجب التوبة منها ، ويلام فاعلها .

10-الأسباب لها تأير بإذن الله ومشيئته ، ونفي تأثير الأسباب مخالف للشرع والعقل ، والانقطاع إلى الأسباب كلية شرك في التوحيد، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ، والتوكل لا ينافى الأخذ بالأسباب ، ولذلك فالمؤمن يأخذ بالأسباب ويتعلق بربها .

11-الجزاء من ثواب وعقاب قائم على أساس الرحمة والعدل ، فكل نعمة فهي رحمة من الله وفضل ، وكل نقمة منه عدل .

ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

أسماء الله تعالى وصفاته

توحيد الأسماء والصفات :

وهو الإيمان بكل ما ورد في القران الكريم ,والحديث الصحيح من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة من غير تأويل ولا تكييف ، ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تفويض كالاستواء والنزول واليد والمجئ وغيرها من الصفات نفسرها بما ورد عن السلف ، فالاستواء مثلاً ورد تفسيره عن أبي العالية ومجاهد من التابعين في صحيح البخاري بأنه العلو والارتفاع اللذان يلقيان بجلاله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ( الشوري: 11)

ولذلك لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن الاستواء قال : " الاستواء غير مجهول – اي معلوم – والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " والمعنى : أن الاستواء معلوم أي : هو العلو والارتفاع اللذان يلقيان بجلال الله ولا يعرف كيفيته إلا الله ولا يشبه مخلوقاته .

والتأويل : هو صرف ظاهر الايات والأحدايث الصحيحة عن ظاهرها إلى معنى آخر باطل مثل استوى بمعنى استولى .

والتعطيل : هو جحد صفات الله ونفيها عنه كالعلو لله على السماء فقد زعمت الفرق الضالة أن ذات الله في كل مكان .

والتكييف : هو تكييف صفات الله ، وأن كيفيتها كذا وكذا ، فعلو الله على السماء والعرش لا يشبه مخلوقاته ولا يعلمه إلا الله .

والتمثيل : هو تمثيل صفات الله بصفات خلقه ، فلا يقال ينزل الله إلى السماء الدنيا كنزولنا ، فلا يعلم كنه وكيفية هذا النزول إلا الله .

والتفويض : هو عدم تفسير صفات الله واعتبارها من الايات المتشابهات التي يفوض أمرها إلى الله كعدم تفسير الاستواء مثلاً ، وهو تعطيل لصفة العلو .

التمثيل والتعطيل في أسماء الله وصفاته كفر ، أما التحريف الذي يسميه أهل البدع تأويلاً ، فمنه ما هو كفر ، كتأويلات الباطنية ، ومنه ما هو بدعة ضلالة ، كتأويل نفاة الصفات ، ومنه ما يقع خطأ .

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

الإيمــــــان

الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص :

فهو : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح .

فقول القلب : اعتقاده وتصديقه .

وقول اللسان : إقراره .

وعمل القلب : تسليمه وإخلاصه ، وإذعانه ، وحبه، وإرادته للأعمال الصالحة .

وعمل الجوارح : فعل المأمورات ، وترك المنهيات .

•من أخرج العمل عن الإيمان فهو مرجئ ، ومن أدخل فيه ما ليس منه فهو مبتدع .

•من لم يقر بالشهادتين لا يثبت له اسم الإيمان ولا حكمه لا في الدنيا ولا في الآخرة .

•الإسلام والإيمان اسمان شرعيان بينهما عموم وخصوص من وجه ويسمي أهل القبلة مسلمين .

•مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان ، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان وفي الآخرة تحت مشيئة الله ، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة ، وإن عذاب منهم بالنار من عذب ، ولا يخلد أحد منهم فيها قط .

•لا يجوز القطع لمعين من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه .

•الكفر في الألفاظ الشرعية قسمان : أكبر مخرج من الملة وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحياناً بالكفر العملي .

•التكفير من الأحكام الشرعية التي مردّها إلى الكتاب والسنة فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك ، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعين إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع ، والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم .

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

أقسام الناس في الولاء والبراء

أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء

الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام :

القسم الأول : من يحب محبة خالصة لا معاداة معها :

وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ، وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه تجب محبته أعظم من محبه النفس والولد والوالد والناس أجمعين ، ثم زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام ، خصوصا ً الخلفاء الراشدين وبقية العشر المبشرين بالجنة والمهاجرون والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها ، كالأئمة الأربعة .

قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } ( الحشر: 10 ) .

ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من كان في قلبه إيمان ، وإنما يبغضهم أهل أزيغ والنفاق وأعداء الإسلام كالرافضة والخوارج ، نسأل الله العافية .

القسم الثاني : من يبغض ويعادي بغضاً ومعادة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما :

وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم ، كما قال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ واليوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أو أَبْنَاءهُمْ أو إِخْوَانَهُمْ أو عَشِيرَتَهُمْ } ( المجادلة:22) .

وقال تعالى : {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عليهم وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ{80} وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إليه مَا اتَّخَذُوهُمْ أولِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{81} ( المائدة : 80-81 ) .

القسم الثالث : من يحب من وجه ويبغض من وجه :

فتجمع فيه المحبة والعداوة وهم عصاة المؤمنين ، يحبون لما فيهم من الإيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك ، ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم ، فلا يجوز السكوت على معاصيهم بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتقام عليهم الحدود والتعزيزات حتي يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم ، لكن لا يبغضون بغضا خالصاً ويتبرأ منهم كما تقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك ، ولا يحبون ويوالون حبا ومولاة خالصين كما تقوله المرجئة بل يعتدل في شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهل السنة والجماعة .

والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ، والمرء مع من أحب يوم القيامة كما في الحديث ، وقد تغير الوضع وصار غالب مولاة الناس ومعاداتهم لأجل الدنيا فمن كان عنده مطمع من مطامع الدنيا والوه وإن كان عدوا لله ولرسوله ولدينه والمسلمين ، ومن لم يكن عنده مطمع من مطامع الدنيا عادوه ولو كان ولياً لله ولرسوله عند أدنى سبب وضايقوه واحتقروه .

وتشيع المسلمون اليوم إلى شيع وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون الكل ينظر إلى جماعته وحزبه بأنهم الفرقة الناجية ، وغيرهم على ضلال وعلى هلاك وعلى شفا جرف هار ، والكثير من المسلمين اليوم يضع مصلحة الحزب فوق مصلحة الدين حتى وإن زعم أنه يخدم دين الله عزوجل ، ولذلك أصبح القانون الذي يحكم في البلاد وبين العباد ( إن كنت من حزبنا وجماعتنا فأنت حبيبنا ، وإن لم تكن من حزبنا وجماعتنا فأنت بغيضنا حتى وإن قلت : قال الله ... قال رسوله ) ، وأصبح القانون الذي يحكم بين الناس ( من يدفع أكثر فنحن معه ) .... فأصبح الرجل يبيع دينه بعرض من الدنيا بثمن بخس دراهم معدودة ، وأصبح في دينه من الزاهدين ، وصدقت فينا نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم إذ يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله في صحيحه : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا "

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

منهجنا في التلقي والاستدلال

قواعد وأصول : في منهج التلقى والاستدلال عند أهل السنة والجماعة :

•مصدر العقيدة هو كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، وإجماع السلف الصالح .

•كل ما صح من سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله ، وإن كان أحاداً .

•المرجع في فهم الكتاب والسنة ، هو النصوص المبينة لها ، وفهم السلف الصالح ، ومن سار على منهجهم من الأئمة ، ثم ما صح من لغة العرب ، لكن لا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية .

•أصول الدين كلها ، قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد أن يحدث شيئا زاعما أنه من الدين .

•التسليم لله ، ولرسوله ظاهرا ً وباطناً ، فلا يعارض شئ من الكتاب ، أو السنة الصحيحة بقياس ، ولا ذوق ، ولا كشف ، ولا قول شيخ ، ولا إمام ونحو ذلك .

•العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ، ولا يتعارض قطعيان منهما أبداً ، وعند توهم التعارض يقدم النقل .

•يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة ، وتجنب الألفاظ البدعية .

والألفاظ المجملة المحتملة للخطأ والصواب ، يستفسر عن معناها ، فما كان حقا أثبت بلفظه الشرعي ، وما كان باطلاً رد .

•العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة ، وأما آحادها فلا عصمة لأحد منهم حتى وإن كان من أخص أولياء الله المتقين ، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة مع التماس العذر للمخطئ من مجتهدي الأمة .

•في الأمة محدثون ملهمون ، والرؤيا الصالحة حق ، وهي جزء من النبوة ، والفراسة الصادقة حق ، وهي كرامات ومبشرات – بشرط موافقتها للشرع – وليست مصدرا ً للعقيدة ولا للتشريع .

•المراء في الدين مذموم ، والمجادلة بالحسنى مشروعة ، وما صح النهى عن الخوض فيه ، وجب امتثال ذلك ، ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به ، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه .

•يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد ، كما يجب في الاعتقاد والتقرير ، فلا ترد البدعة ببدعة ، ولا يقابل التفريط بالغلو ، ولا العكس .

•كل محدثة في الدين بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

(كتاب الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان للدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى)

عَقيدةُ جُندُ أنصَارٍ الله

التي انعقدَ عليها القَلبُ وعَاهَدنَا عليها

الرَّبَّ جَلَّ فِي عُلاهُ

ومن أولويات منهجنا :

أولا ً : السعي لإقامة شرع الله عز وجل في أرضه .

ثانيا ً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ثالثا ً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة .

رابعاً : فكاك أسرى المسلمين .

وبما أننا عاهدنا الله سبحانه وتعالى بأن نحبر له طريق جهادنا تحبيراً ، سعينا إلى :

أولاً: إقامة شرع الله في أرضه:

فنسأل الله عز وجل أن يجمع شمل الأمة على كلمة التوحيد التي يُرأب بها الصدع ، وتُحقن بها الدماء ، وتحت لوائها يُجاهَدُ الأعداء ، ويُعَزُ المؤمنون ويُذل الكافرون وتؤمن السُبل وتقام الحدود و أحكام

الجنايات .

قال صلى الله عليه وسلم :"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " متفق عليه .

ثانياً : الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم :

ذلك أن اليهود والنصارى لعنهم الله تعالى لم يتجرؤوا علي الإساءة للنبي صلى الله عليهم مثلما تجرؤوا عليه في هذه السنوات ، وهنا نذكر الحديث الذي رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد لما رهقوه* وهو في سبعه من الأنصار ورَجُلين من قريش: " مَن يَرُدهُم عنا وهو رفيقي في الجنة؟! ، فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتِلَ ثم قال مثل ذلك فقام آخر فقاتل حتى قُتِلَ ، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مــا أنصــفنا أصحــابنا "

أي غشوه وقربوا منه . " قاله النووي في شرح مسلم 12:147"

( أخرجه مسلم 1415 ، وأبو يعلي في مسنده 3319 ، وابن حبان في صحيحه 4698) .

ونحن نقول يا ربنا بلغ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أننا نريد رفقته في الجنة ، وليعلم اليهود والنصارى أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم سيفتدونه بأغلى ما يملكون من نفس ومال وأهل وولد.

ثالثاً : العمل علي توحيد مجاهدين الأمة :

وذلك لاستيفاء شروط النصر والتمكين حيث أن الله عز وجل قال : {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}

(( الأنفال 46 ))

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ليس أوجب بعد الإيمان بالله من دفع العدو الصائل "وقال الفقهاء ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

ولذا فإننا نقول لإخواننا المجاهدين في أكناف بيت المقدس من الجماعات والمجموعات المجاهدة التي تجاهد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والذين يقاتلون حتى يُعبِّدوا الناس لرب العالمين .

نقول لهم :

إن نحورنا دون نحوركم وصدورنا دون صدوركم فوالله ستجدوننا ردءاً لكم في هذا الطريق ونِعم الأخوة المساندين لكم بإذن الله تعالى.

ونقول لإخواننا المجاهدين في أفغانستان والشيشان والعراق وكشمير والصومال والفلبين وفي كل مكان يجاهدون فيه في سبيل الله ، جزآكم الله خيرا ًعن الإسلام والمسلمين وسدد خطاكم وسدد رميكم وثبت أقدامكم، فوالله لن تُؤتوا من قبلنا ، ونحن نعلم أننا بإذن الله لن نؤتي من قبلكم ، فإن الذي يفرحكم يفرحنا والذي يحزنكم يحزننا ، فنسأل الله أن يجمعنا معكم لإعلاء كلمته ولنصره دينه .

رابعاً : فكاك أسري المسلمين :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وهو يأمر أمته بقوله: " فكوا العاني " أي الأسير .

وقال الإمام مالك رحمه الله : " واجب علي الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه ،لقوله عليه السلام "فكوا العاني " .

وقد قال علماء المسلمين : لو أنفقت الدولة خزينتها علي فداء أسري المسلمين من الكفار ما كان هذا كثير .

فجميع أسري المسلمين في كل الأرض أمانة في أعناقنا ، والله الذي رفع السماء بغير عمد نراها وجعل في الأرض رواسي لن يقر لنا قرار ولن يهدأ لنا بال حتى يعودوا إلي أهليهم سالمين مرفوعي الرأس بإذن الله تعالى .

أما بالنسبة لمصادرنا المالية التي نجاهد بها أعداء الله ، فهي من حل مال المسلمين الموحدين من أهل السنة ننفقها في سبيل الله ، فإن قلَّت قاتلنا بما تيسر من عدة وعتاد ،وربطنا على بطوننا الحجر والحجرين ونواصل جهادنا في سبيل الله كما فعل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في غزوتي الأحزاب وتبوك ، قال تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}(( التوبة 41 )) .

وقـــال تعـالــى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ((الأنفال 60 )) .

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقيدة ومنهج جماعة "جند أنصار الله"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أسلام العرب  :: الأقسام الإسلامية :: القسم الأسلامى | General Discussion-
انتقل الى: