فرشي التراب يضمني وهو غطائي ...
حولي الرمال تلفني بل من ورائي ...
واللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي ...
والنور خط كتابه انسي لقائي ...
والاهل اين حنانهم باعو وفائي ...
والصحب اين جموعهم تركوا اخائي ...
والمال اين هناؤه صار ورائي ...
والاسم اين بريقه بين الثنائي ...
هذي نهاية حالي فرشي التراب ...
والحب ودع شوقه وبكا رثائي ...
والدمع جف مسيره بعد البكائي ...
والكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي ...
فالحد صاربجثتي ارضي سمائي ...
هذي نهاية حالي فرشي التراب ...
أي جرح في فؤاد المجد غائر ...
أي جرح في فؤاد المجد غائر ...
أي موج في بحار الذل هادر ...
أي حزنٍ أمتي ...
بل أي دمع في المآقي ...
أي أشجان تشاطر ...
أمتي ياويح قلبي ما دهاك ...
دارك الميمون أضحى كالمقابر ...
كل جزء منك بحر من دماء ...
كل جزء منك مهدوم المنابر ...
تغرس الرمح الدنيئة في سطور ...
العز والأمجاد ترمقها البصائر ...
كم هوت منا حصون غير أنا ...
نفتح الأفواه في وجه التآمر ...
ذلك الوجه الذي يلقى قضايانا ...
كما يلقى الطرائف والنوادر ...
أيها التأريخ لا تعتب علينا ...
مجدنا الموؤود مبحوح الحناجر ...
كيف أشكو والمسامع مغلقات ...
و الرجال اليوم همهم المتاجر ...
ثلة منهم تبيع الدين جهراً ...
تلثم الحسناء والكأس تعاقر ...
ثلة أخرى تبيت على كنوز ...
لا تبالي كان بؤس أم بشائر ...
لا تراعي فالحقائق مترعات ...
بالأسى يا أمتي و الدمع سائر ...
إنها حواء تمضي لا تبالي ...
إنها تجني من اللهو الخسائر ...
إنما العيش الذي نحياه ذل ...
نرتضي حتى وإن دنت الكواسر ...
يرفع المحتال قومي يا الهي ...
والصديق الحق للعدوان آمر ...
أيها التأريخ حدث عن رجال ...
عن زمان لم تمت فيه الضمائر ...
هل ترى يا أمتي ألقاك يوم ...
تكتبين لنا من النصر المفاخر ...
ذلك الحلم الذي ارجوه دوماً ...
أن أراك عزيزة والله قادر ...