لا تلوموه إن غَشَتْهُ الكآبةْ
وقرأتم في مُقلتيه عَذابهْ
ولمستم أحزانه وأساه
وسمعتم من أصغريْه عتابهْ
عاش يرنو إلى صباحٍ جميلٍ
نورُه يهزم الأسى والكآبهْ
والأماني تحدوه أنّ شُروقًا
سوف يَشفي أوصابه ومُصابهْ
ويرى الفَجرَ مُشرقًا وسنـيّـًا
ويرى الفأْل مُشْرعًا أبوابهْ
غير أنّ الحياةَ أدْمَتْهُ حتّى
أوشك اليأسُ أن يَغُول رحابهْ
فأتته عناية الله لمّا
لمس الفَجرُ روحه وإهابهْ
ورأى أنّ ثمّةَ نورًا
وبصيصَ الآمال يُثْري جَنابهْ
والشباب الطموح للعـزّ يهفو
ولأمجاده يحُـثّ ركابهْ
يا بلادي وأنتِ مصدر عـزّ
لقي المَجْـدُ في رُباكِ شبابهْ
فتنامى الإبداع في كل حقل
ليوشِّي بالمُعطَيات شِعابهْ
وتبنّى الفَخَارُ أرضَكِ وَكْنًـا
وارتضى الدِّينُ في حماكِ انتسابهْ
والمشاريع في مغانيكِ تَبْـني
مُعجزاتٍ، واستحضَرَتْ أسبابهْ
وقياداتُـنا تحثُّ خُطانا
للمعالي في عـزّةٍ ومَهابهْ
تبذل الغاليَ النّفيسَ، وتسعى
وخُطاها – من عزْمها – وثّـابهْ
وفق الله سعيها وحباها
خيرَ ما تبتغي وخيرَ إجابهْ