كثّفت الفنادق السعوديّة من إعلاناتها خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الجاري لخيامها الرمضانيّة وموائدها على الإفطار والسحور في محاولة لتعويض الركود الذي شاب فترة الصّيف إلى جانب شهر رمضان المبارك، والتي تتوافق مع فترة الربع الثالث من العام الميلادي الجاري.
وانتقلت ثقافة الخيام الرمضانيّة، التي امتازت بتقديمها بلاد الشام إلى السعوديّة منذ سنوات قريبة، لتبدأ الأسر السعودية في استقطاع جزء من موازنتها الشهريّة للتوجّه إلى موائد تلك الخيام في الفنادق ذات الخمس نجوم، الأمر الذي انعكس أيضًا على أرباح الشركات الفندقيّة والسياحيّة خلال الموسم.
ويقول المتخصّص في الشؤون الفندقيّة والسياحيّة مجدي بن عاطف لـ"إيـلاف": "إنتشرت في السنوات الأخيرة الخيام الرمضانيّة في السعوديّة، والتي قد تكون في البداية تقليدًا لنجاح هذه الفكرة في دول أخرى، وكذلك لزيادة إيرادات الفنادق، لكن من الملاحظ أنّه قد تكون كذلك تعويضًا لِما لحقت بهذه الفنادق من خسائر جرّاء تداخل فترة الصيف مع شهر رمضان المبارك".
وتابع مجدي في حديثه لــ"إيـلاف": "في السابق، كانت الإجازة الصيفيّة ثلاثة أشهر ونصف شهر، فيكون التنافس على أشدّه بين قصور الأفراح والفنادق في استقطاب أكبر عدد من الأعراس، لكنّ الصيف اقتصر على شهر ونصف شهر ودخول شهر رمضان الكريم وسطه جعل الفنادق تسعى في اتّجاهين جاهدة إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوّار والاستحواذ على حصّة أكبر من السوق. والاتّجاه آخر هو نحو رعاة هذه الخيام وتقديم الجوائز للحضور من هدايا قيّمة وثمينة. وما يميّز هذه الخيام هو التّنافس في الطابع الذي يطغى عليه، فهناك الطابع الشامي والسعودي والمصري، ويبقى هذا في مصلحة ضيوف هذه الخيام. فهل تنجح هذه الخيام في تغيير إحداث ثقافة جديدة؟
خبراء: الخيام الرمضانية تهدد بانتشار إنفلونزا المكسيك في مصر
الأزمة المالية تعصف بحفلات الإفطار الرمضانية في دبي
وحسب تقرير حديث، أصدرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإنّ فنادق الرياض تستمرّ في الازدهار على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي، بل إنّ أسعار العاصمة السعوديّة في الحقيقة هي من أعلى أسعار الغرف في العالم، وأعلى الإيرادات المتحقّقة من شغلها، حيث بلغ متوسّط سعر الغرفة التي يشغلها رجل الأعمال المسافر في فنادق الرياض بين 244 و175 دولارًا في العام 2008، وارتفعت هذه الأسعار بنحو 20 في المئة في الربع الأول من العام 2009.
وانتعشت فنادق الرّياض، التي تستقبل رجال الأعمال خلال السنوات القليلة الماضية، مع تدفق رجال الأعمال على العاصمة السعوديّة بحثًا عن صفقات تجارية، في غمرة الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة. وحتى في أوقات الأزمة الاقتصاديّة العالميّة كانت أوضاع المملكة أفضل منها في غالبيّة بلدان المنطقة الأخرى، واستمرّ رجال الأعمال في التوافد إليها.
ومن المتوقّع أن يشهد قطاع الفنادق الفاخرة خلال العامين المقبلين دخول "موفينبيك" و"ريتز كارلتون" و"كيمبنسكي"، وبذلك زيادة المعروض من الغرف إلى أكثر من مرّتين.