مصطفى حسني: من ترتدي الحجاب الشفاف أفضل ممن لاترتديه

شاب في مقتبل العقد الرابع من عمره، اشتهر بين الشباب المتدين كداعية، إلا أنه بدأ حياته في مجال المبيعات بعد أن أنهى دراسته بكلية التجارة جامعة عين شمس.. بداية مصطفى حسني مع الدعوة كانت من داخل المسجد، حيث تعرف على بعض الأصدقاء الذين طلبوا منه أن يلقي دروسا دينية في المنازل، ليتجه إلى معهد "إعداد الدعاة" في مصر لدراسة الفقه وعلوم الدين.

وعبر كاميرا برنامج "أحلى حياة" بدأ أول تعارف إعلامي بينه وبين جمهوره من الشباب ليصبحوا هم الفئة المستهدفة من خطابه الدعوي، ويكون همه الأول ترسيخ معنى العبودية الحقيقية لله لديهم، وأن الدين الإسلامي شامل وكامل، ويدخل في جميع تفاصيل الحياة من عمل أو زواج أو دراسة.

وفي حواره مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" تعرض للعديد من القضايا التي تمس الشباب، من موجة الإباحية على شاشات الفضائيات، وتيارات التغريب التي يتعرضون لها في عصر العولمة، وزي الفتيات المنتشر تحت دعوى الموضة، ليتطرق لرأيه حول أجور الدعاة وحكم تقاضيها، فإلى الحوار..

الشباب ثمرة المجتمع

* هل هناك قضايا بعينها تشغل الداعية مصطفى حسني؟
- من أهم القضايا التي تشغلني تغيير المفاهيم الخاطئة عند الشباب، وهذا ما يجعلني أستثمر وجودي في الفضائيات، وأحاول في برنامجي الحالي «خدعوك فقالوا» أن أطرح فيه هذه المفاهيم وطريقة علاجها.

* وماذا ينقص الشباب ليصبح عنصرا فعالا في المجتمع؟
- الشباب بخير، ولكن ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع ينقصهم عدة أمور، منها: توافر الرموز الإسلامية المؤثرة في المجتمع، والتي يجب أن يتخذوها قدوة لهم، وينقصهم أيضا رؤية الإعلام الهادف الذي يغرس فيهم كل عناصر البناء والانتماء للوطن، وأعلم أني جعلت المشكلة هنا في المجتمع وليس في الشباب، وهذا ما أردته، فالمجتمع هو الذي يشكلهم، وهو الذي يولد عناصر بناءة أو غير ذلك، لذا أردت أن أؤكد أن الشباب يجب أن يجد البيئة التي تساعده على أن يصبح عنصرا فعالا، ثم بعدها نحاسبهم.

* وكيف يستفيد شبابنا من حياة الصحابة والتابعين؟
- من المهم أن يعرف الشباب أن حياة الصحابة والتابعين وحتى حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أشبه بحياتنا الآن، كما أن الظروف التي تعرضوا لها أو عايشوها تشبه ظروفنا الواقعية، وحتى يستفيد الشباب من حياتهم يجب أن يسمعوها من دعاة يبسطونها لهم ويسقطونها على واقعهم لتكون قريبة منهم.

* إذا انتقلنا للفتيات.. ما أهم المشكلات التي تواجه الفتاة الآن؟
- الفتيات الآن يعشن مجموعة من المشكلات تتكرر دائما عند مراسلتي أو توجيه الأسئلة لي، ومن أبرزها الهجمة الغربية الشرسة على حجابهن وأخلاقهن، والإعلام بطبعه يستهدفها لأنه يعتبرها أداة مؤثرة جدا.
والمشكلة الثانية نقص الداعيات النساء، مما يعمل على وجود فجوة بين الفتاة ودينها.. الحقيقة أن الدعاة الرجال كثر، ولكن الفتاة تحتاج إلى داعيات من النساء يفهمن مشكلاتها ويشاركنها الحل.
أما المشكلة الثالثة فهي الفراغ الذي تعيش فيه الفتاة بانشغال الوالدين والإخوة، مما يجعلها تقابل بمفردها مشكلاتها الخاصة؛ مثل الاختلاط والعلاقة بين الجنسين إلى جانب المشكلات العاطفية التي لا حصر لها.

* وما نصائحك للفتاة كي تصبح أفضل سفيرة للإسلام؟
- من الضروري أن تستشعر الفتاة أنها فعلا سفيرة للإسلام، ولكي تصبح السفيرة المطلوبة والصورة المشرفة لهذا الدين العظيم عليها أولا بالحجاب الشرعي، ثم الصحبة الصالحة التي هي من أهم الأمور، خاصة بالنسبة للفتاة، فالصديق له النصيب الأكبر في التأثير على الأخلاق والسلوكيات والأفكار، لذا عليها أن تنتقي صديقاتها كي تعيش بالإسلام قلبا وقالبا، والمشاعر تجاه الدين ليست كافية للالتزام، ولكن على الإنسان أن يمارس الإسلام كعقيدة وسلوك.

حجاب شرعي.. مودرن

* زي الفتيات الآن.. ما رأيك فيه؟ وما مدى مطابقته للشريعة والآداب؟
- هناك فتيات يرتدين زيا واسعا غير شفاف وحجابا، كما جاء وصفه في كتب الفقه، وهؤلاء صورة مضيئة للشريعة الإسلامية التي تحافظ على كرامة ومكانة المرأة، والتي تبدأ بالحفاظ على جسدها، وعلى النقيض نجد بعض الفتيات للأسف يرتدين ملابس ضيقة تسيء إلى الحجاب والإسلام، وخاصة أمام غير المسلمات، ولكن أقول: من ترتدي الحجاب، وإن كان ضيقا وشفافا أفضل ممن لا ترتديه أصلا، ولكن المطلوب الوصول للدرجة العبادية التي يحبها الله سبحانه وتعالى.



حسني: الحجاب وإن كان ضيقاً أفضل من لا شيء

* ولكن الموضة شيء محبب للفتيات، فكيف تقنع الفتاة بالملابس الشرعية، وهي ترى من حولها يرتدين مثل هذه الملابس؟
- هنا لابد أن نوجه للفتاة المسلمة البديل الشرعي لهذه الموضة، وأقول للفتاة: يجب أن تبحثي عن الحلال، لا عن الموضة ومسايرتها، كما أن هيئتك باللباس الشرعي أفضل بكثير من هذه الملابس التي يجب ألا يرتديها أحد إلا داخل بيته، فأنتِ بلباسك الشرعي ترضين الله ورسوله.

* وماذا عن دور المرأة في الإسلام؟
- وراء كل رجل عظيم امرأة.. هذه الحكمة تلخص مكانة المرأة ودورها في رسالة الإسلام، وهذا ما أكده النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذكر صفات زوجته خديجة "صدقتني حيث كذبني الناس"، وبالنظر إلى دور المرأة في الإسلام نجد أن كل عظيم أو قائد كان لأمه دور كبير في وصوله لهذا، فالأم المرأة هي التي خرجت الشيباني والشافعي والبخاري وسفيان الثوري وغيرهم، وعند قراءة سيرتهم تعلم دور المرأة في حياتهم، وليست المرأة الأم فقط، بل الزوجة والأخت وغيرهن، وكذلك العالمات من النساء كالإمام الذهبي الذي أخذ العلم عن أكثر من مائة عالمة وشيخة من النساء.

* وماذا عن دور المرأة في أسرتها؟
- المرأة في أسرتها حسب ما يقيمها ربها سبحانه وتعالى، فإن كان لديها أبناء فدورها حسن تربيتهم وتعليمهم ونظافتهم وتحفيظهم القرآن وغيره من السلوكيات والآداب التي تجعلهم جيلا نافعا، ولا تغفل دورها مع زوجها في الشد من أزره ونصيحته والدعاء له، وإن لم يكن لديها أبناء فمن الممكن أن تعمل عملا نافعا يعين الإسلام والمسلمين.

* وماذا عن حلقات «كيف تختار شريك حياتك»؟
- هي ثلاث حلقات ضمن برنامج «خدعوك فقالوا»، وتهدف إلى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لموضوع «الزواج» الذي يعد أهم خطوة في حياة الإنسان، وخلال هذه الحلقات نقول للفتيات والشباب: يجب تصحيح هذه المفاهيم لكي تعيشوا حياة سعيدة وهادئة ومستقرة تيسر لكم حسن العبادة لخالقكم، كما تهدف الحلقات إلى تقليل حالات الرفض بين الشباب والفتيات بلا مبرر، كذلك المساهمة في تقليل حالات الطلاق التي انتشرت مؤخرا من خلال تصحيح المفاهيم المرتبطة بالحياة الزوجية.

* ولماذا انتشر الطلاق بصورة كبيرة في الوقت الحالي؟
- هناك عدة أسباب في رأيي لانتشار الطلاق؛ أولها ضعف الثقافة الدينية، وخاصة التي تتناول المعاملات والسلوكيات مع أقرب الناس إلينا وهي الزوجة.. كذلك ضعف الذكاء الاجتماعي الذي يجب أن يتحلى به الزوجان، مما يجعلهما يتغلبان على كل مشكلة تواجههما في الحياة.
أيضا سوء الاختيار القائم على مقاييس غير ربانية من البداية، سواء للشاب أو الفتاة.

مافيا الفضائيات

* الشباب يواجه الآن موجة من الإباحية تعرضها عليهم الفضائيات كل ساعة.. بماذا تنصحهم لمواجهة هذه الموجة؟
- انتشار الفضائيات بصورة كبيرة ورخيصة الآن أصبح وبالا على شبابنا، وأنصح الشباب بمواجهة هذه الموجة بالصحبة الصالحة التي تعينهم على الخير وتصرفهم عن الشر، كذلك العمل والجد والاجتهاد الذي يشغل الإنسان، فلا يكون لديه وقت فراغ ليشاهد هذه الأشياء، ولابد أن يعرف الشباب معالي الأمور ويسعوا إليها، وألا يكونوا غنيمة للإعلام غير الهادف والهدام، وليعلم الشباب أنهم مستهدفون، فليفوتوا الفرصة على الإعلام غير الأخلاقي، ولأصحاب الفضائيات أقول إما أن تنصروا النبي ورسالته، وإما أن تحاربوا النبي ورسالته، فاختاروا.. أيهما أفضل.

* هناك مؤامرة على الشباب تستهدف أخلاقهم ودينهم.. كيف ينجو منها؟
- كل صاحب رسالة يجب أن يكون له أعداء كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}، وأمة الإسلام أمة خير وأصحاب رسالة، لذا فالمؤامرة موجودة، ولكي ينجو شبابنا منها لابد أن يعرفوا جذورها، وماذا تستهدف، ثم يستخدمون الأمصال المضادة لصدها، ومنها التفوق العلمي والثقافي لمسايرة هذه الدول التي تستهدف ديننا وعقيدتنا، كذلك ترابط المسلمين وتعاونهم على عمل كل خير ينفع الدين والمجتمع للعمل.

* وهل أصبحت هذه المؤامرة شماعة يعلق عليها الشباب سبب ضعفهم ومعصيتهم؟
- لا.. أنا أقول إن هذه المؤامرة قد تكون أحد أسباب نهضة الأمة ونهضة شبابنا، وزيادة التمسك بدينهم وعقيدتهم عندما يعرف هؤلاء الشباب أنهم مستهدفون، ولكن من يعلق على هذه المؤامرة ضعفه وتأخره فهو لم يفهم الكيد الذي يخططه له أعداؤه، وخاصة أن أي عدو يتآمر عليك يجب أن تعرف أنه قوي، لذا يجب أن تكون أقوى منه.

أجر الداعية

* في ظل تعدد الفضائيات من أين يحصل الناس على الفتاوى الصحيحة؟
- عن طريق العلماء المشهورين والمعروف عنهم الصلاح والقوة في الحق من علماء الأزهر دارسي الفقه أصحاب الثقة.

* أجور الدعاة.. ما تعليقك عليها، خاصة بعد ذكر بعض المجلات الأجنبية أجر كل داعية؟
- في البداية المجلة التي تحدثت عن هذا الأمر ليست مجلة إسلامية حتى نأخذ برأيها، ولكن يجب أن نرجع لآراء العلماء العدول في هذا الأمر، وهم الذين يقولون: هل للداعية حق في أخذ الأجر أم لا؟ أما رأيي الخاص فهو إذا كان الداعية له دخل آخر وعمل آخر فمن الأفضل عدم أخذ الأجر على الدروس التي يلقيها، أما إذا كان الداعية متفرغا للعلم والدعوة فمن حقه أخذ ذلك، ومنهم الداعية الذي يظهر في الإعلام.

* سؤال يطرحه الكثيرون: هل مصطفى حسني نسخة أخرى لعمرو خالد؟
- في البداية من الشرف لأي إنسان أن ينسب للأستاذ عمرو خالد الذي أثر في الآلاف من الشباب والفتيات باختلاف مكانتهم الاجتماعية أو العمرية، ولكن لا يوجد شخصان نسخة واحدة، وإنما نقول إن الأسلوب الدعوي قريب من بعضه من حيث التبسيط للعلم والدين ومخاطبة الشباب بما يناسبهم، وظلم لعمرو خالد إذا ما قيس بمصطفى حسني، فشتان بين السماء والأرض.