يوميا.. القرضاوي على قناة "أنا" في رمضان

في إطار إعدادها لاستقبال شهر رمضان الفضيل أنهت قناة "أنا" الفضائية تصوير حلقات برنامج "فقه الحياة" مع فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، والذي ستتم إذاعته خلال الشهر الكريم؛ حيث سيطل من خلال البرنامج فضيلة الشيخ على جمهوره في برنامج حصري هو الأول من نوعه من حيث الضيف والمضمون بواقع حلقة يومية مدتها خمس وأربعون دقيقة.
ويأتي البرنامج انطلاقا من رؤية القناة النابعة من رصد احتياجات الأسرة المسلمة؛ ومن ثم معالجتها بشكل واقعي في ضوء الوعي بأن تجربة الشيخ الفقهية خلال حياته تستحق أن تقدم لجمهوره العريض في برنامج متكامل يقدم خلالها الشيخ خبرته وفهمه ورؤيته للحياة.

ويعد البرنامج باكورة التعاون المشترك بين بوابة "شبكة إسلام أون لاين.نت"، وقناة أنا الفضائية في مجال الإنتاج المشترك.

قال: لا

عن البرنامج الجديد علق الشيخ يوسف القرضاوي بأنه احتوى تجلية وتصحيحا لمعنى الفقه الصحيح، فالفقه ليس كما هو شائع بين الكثيرين على أنه معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية وإنما هو أوسع من ذلك ودائر حول معنى الفهم وله أصناف عدة.

وكان الشيخ قد قال "لا" رافضا فكرة برنامج قائم على القضايا الفقهية المعاصرة عن "الحلال والحرام"؛ حيث رأى أن غيره من الفقهاء والعلماء قادرون على الإضافة فيها، بينما فضل أن يطل على المشاهدين بفقه الحياة في شهر رمضان تحديدا، وهو ما يناسب مساحات اهتماماته الآنية التي تتناول الكليات والعموميات والقضايا الكبرى.

تنوع القضايا

وقد شمل البرنامج الركائز والقواعد التي اعتمدها الشيخ كمنهاج في فتواه وفقهه، كما احتوى مواضيع مختلفة يجمع بينها أنها متعلقة بحياة المسلم وواقعه، مثل القضايا العقدية منها كيفية التعامل مع القرآن والسنة والضوابط والمعالم اللازمة لذلك، وتجلية أمر العبادة ودلالتها الصحيحة، إضافة إلى قضايا أخرى مختلفة، وما عرف عن الشيخ تكوينه فيها رؤية خاصة كالوسطية والفتوى، والتي فصل فيها بعض القضايا المتعلقة من واجبات لتغييرها والوقوف على شذوذ بعضها.

تناول البرنامج كذلك رؤية الشيخ في بعض القضايا الطبية كمسائل الإجهاض والتجميل والتداوي بين الرجل والمرأة وما جد من بنوك الحليب والمني وزراعة الأعضاء وتحديد النسب بالوسائل الحديثة DNA، وأجهزة الإنعاش والموت الدماغي، كما اهتمت كذلك بعض حلقاته بقضايا الجهاد عرض فيها الشيخ بعض آرائه التي احتواها مصنفه الأخير "فقه الجهاد".

وبرزت قضايا المرأة في البرنامج بشكل كبير فكما هو معلوم عن الشيخ؛ لكونه مهتما بقضايا المرأة المسلمة ومناصرا لها، وفي ذلك كانت له آراء قوية وجريئة، ولم يغفل القائمون على البرنامج قضايا الأقليات المسلمة والإجابة على ما يهتمون به من تساؤلات.

خبرة حياة

الضيف الدائم، والمحتوى، ووقت البث مميزات أساسية للبرنامج، هذا ما أكده الشيخ أكرم كساب، السكرتير العلمي السابق للشيخ ومذيع البرنامج في تعليقه على البرنامج، فقال: "لا يخفى على أحد أن الدكتور القرضاوي أفضل من يجمع في رؤيته وفقهه بين الأدلة الشرعية ومتطلبات الواقع، ومن ثم تكون آراؤه متوافقة مع قصد الشارع ومراعية لظروف المجتمع".

الشيخ كساب أكد كذلك وبحكم قربه من الشيخ فكرا ومكانا أن هذا البرنامج يعد خلاصة لفكر الشيخ في ما أثير من قضايا، وكذلك شمل فتاوى جديدة للشيخ صدرت لأول مرة من خلال فقه الحياة.

وأضاف كساب: "أرى أن "فقه الحياة" اسم على مسمى يعكس خبرة الشيخ في سنوات عمره طيلة ثلاثة وثمانين عاما، ولذلك سيتناوله المهتمون كمرجع أساسي في مواضيعه المتنوعة.

واعتبر كساب فكرة تبني قناة أنا الفضائية لهذا البرنامج، ومن ثم الإعداد له، وتسجيله تميزا منها وتوفيقا من الله؛ حيث إن البرنامج يعد الأول من نوعه من حيث الموضوع، كما أنه لم يسبق للشيخ أن سجل برنامجا كاملا ليعرض في شهر رمضان.

للعوام والمتخصصين

الدكتور محمد عبد اللطيف البنا -المشرف على البرامج الدينية في قناة أنا- قال عن فكرة البرنامج: "إنه في ظل كثرة برامج وقنوات الفتوى وما أثارت من بلبلة كان لابد من عمل برنامج يتناول قضايا حساسة دار حولها الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، ومن ثم حسمها وضبطها بشكل صحيح".

وعند سؤاله عن محتوى البرنامج ولماذا لم يكن تحت باب الرقائق كما هو معهود في البرامج الدينية في رمضان أضاف: "البرنامج يعد امتدادا لرؤية القناة في رسالتها الإعلامية في هذا الشهر المبارك، وهي باختصار تستهدف أن يعيش جمهورها حياته بشكل صحيح قائم على استثمار أجوائه بما يصب في مصلحتهم كأفراد ومصلحة أمتهم وبلادهم، خاصة في ظل اهتمام باقي القنوات الهادفة بالبرامج الروحانية فقط".

واستدرك الحديث متابعا: "بالرغم من ذلك لم نغفل الجانب الروحي في البرنامج فكانت حلقاته الخاتمة خادمة لهذا الجانب".

وتابع دكتور البنا: "لقد حرصنا على أن يكون البرنامج متنوعا في موضوعاته، وهدفنا من ذلك استثمار خبرة الشيخ المتنوعة بتنوع مجالات العلم الشرعي، فهو الفقيه والمفسر والمحدث والأديب والخطيب المفوه، كما أن له من الدراية بالواقع والمصداقية ما يتميز به عن الآخرين".

وعن الفلسفة التي قام عليها اسم البرنامج أوضح البنا أن هذا الاسم اختاره الشيخ من بين بعض الأسماء المقترحة؛ حيث وجد فيه الرابط الذين يربط المحتوى بعضه ببعض.

وأضاف: "ركزنا منذ بداية وضع اللمسات الأولى لمادة هذا البرنامج أن يكون مرجعية مرئية للمتخصصين وملبيا لتساؤلات العوام فالمتخصص يعرف من خلاله الضابط المنهجي الذي يسير الشيخ عليه والعامة يجدون أجوبة على ما يواجهونه من تفاصيل تستلزم الفتوى".

وعد المشاهدين

أما خالد حجازي، مخرج البرنامج والمنتج الفني لقناة "أنا" فقد اعتبر ظهور الشيخ على القناة مكسبا كبيرا، وأبدى إعجابه بتعاون الشيخ برغم ظروفه الصحية والاجتماعية.

وقال حجازي: بقدر حرصنا على راحة الشيخ كان حرصه الشديد على إتمام العمل وبرغم أن التسجيل كان في منزله ومع ما يستلزمه ذلك من ضغط عليه وعلى أهل بيته، إلا أننا وجدنا منه سعة صدر وترحيب بالغين".

حجازي وفي تعليقه على حلقات البرنامج قال: مع علمنا بمكانة الشيخ وعلمه إلا أننا ظننا أن خطابه سيخص به المثقفين والمتخصصين، لكننا كأفراد لا تشكل هذه المساحة جزء من اهتمامهم وجدنا أجوبة عن كثير من تساؤلات تواجهنا، وهذا ما نعد به المشاهدين في شهر رمضان إن شاء الله.