ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هو و أصحابه سنة ست من الهجرة وكان الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل ، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه ، ومجّ ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات ، وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبتهم فتحاً قريباً).
ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقي منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة: أن صدقوا محمداً فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقاًّ وصدقاً.